أخبار علم النفس

خلف الأبواب المغلقة: حقيقة الاكتناز بين كبار السن

## عندما يتحول التمسك بالذكريات إلى ⁤هوس: ‍الاكتناز عند كبار⁤ السن

يُخفي تراكم المقتنيات خلفه أحيانًا حكايات مؤثرة عن أصحابها، قصص⁣ عن حياة ⁤عاشوها وذكريات حاولوا التمسك بها. فعندما رحل ⁤عم زوجي ⁤عن​ عالمنا، ترك ⁤خلفه منزلًا يغص بالقمصان والمناديل⁤ التي ظلت حبيسة ‍الأدراج، وكأنها تنتظر عودته ⁤ليستخدمها. ورغم مرور⁣ الزمن، لا زلت أذكر دهشتنا عند اكتشاف⁢ عشرات ‍الآلاف من الدولارات ‌ في مخزن منزله! لم تكن تلك الأموال سوى غيض من فيض،‌ ‍فقد كان يعشق جمع الأشياء، وكأنها ​كنوز ثمينة لا⁤ تُقدر بثمن.

ورغم​ أن البعض قد‌ يرى في ذلك مجرد⁢ “ادخار ⁤للغد”، إلا أن هذه العادة ​قد⁣ تتحول مع مرور الوقت⁢ إلى⁢ هوس حقيقي، خاصةً مع التقدم في العمر. ⁢ فقد أظهرت دراسة‌ أجريت عام 2010 أن أعراض ​الاكتناز تبدأ في الظهور في منتصف ⁤العمر، وتزداد حدتها مع مرور الزمن، وقد ترتبط بمشاعر الوحدة والعزلة الاجتماعية.

ولعل قصة عم زوجي تجسد هذه الحقيقة، فقد انعزل عن العالم بعد وفاة زوجته، وأصبح التسوق وسيلته الوحيدة للهروب ‍ ​من وحدة قاسية.

ولكن، ماذا يحدث عندما‌ يتحول هذا​ الهوس ⁢إلى حالة مرضية ‌تُعرف بـ‌ “متلازمة ديوجين”؟ ​ في ⁢هذه⁣ الحالة، لا يقتصر⁢ الأمر على جمع ⁣الأشياء‍ وإنما يمتد ليشمل العيش في فوضى عارمة ‌ ​بين ⁢أكوام ‍ من القمامة والطعام الفاسد.

إن الاكتناز هو سلوك معقد​ يتراوح بين الرغبة في ⁢ الاحتفاظ بالأشياء‍ والتعلق ‌ بالذكريات، وبين اضطراب ⁤ نفسي يستدعي ‍ التدخل‍ العلاجي. ولعل ‌ أبرز ما يميز ⁣هذه الظاهرة ​هو​ ​صمتها، فكثيرًا ما تُخفي خلف جدران المنازل ‍ وتُحيط⁢ بها هالة‌ من العار والخجل. ​

لذا، من المهم التوعية بمخاطر⁤ الاكتناز وتقديم ‌‌ الدعم ⁣ للأشخاص ⁣الذين يعانون منه، فقد يكون بمثابة صرخة استغاثة من أشخاص ⁣يشعرون ‍بالوحدة والضياع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock