لماذا تنكر مدرسة مطلق النار ترامب تعرضه للتنمر؟
## هل تُلام مدرسة “بيثيل بارك” على مأساة إطلاق النار؟
ما إن بدأت الأخبار تنتشر حول حادثة إطلاق النار التي استهدفت دونالد ترامب، حتى اشتعل الجدل حول ماضي مطلق النار، توماس كروكس، في مدرسة “بيثيل بارك” الثانوية. فبينما أكدت صحيفة نيويورك تايمز تعرضه للتنمر الشديد، مستندةً إلى شهادات زملائه وفيديو يوثق اعتداءً عليه داخل الفصل، سارعت المدرسة إلى نفي هذه المزاعم جملةً وتفصيلاً.
وفي مقابلة مع شبكة CNN، أصرّ المستشار المدرسي السابق، جيم ناب، على أن المدرسة لم تتلقّ أي شكوى رسمية بخصوص تعرض توماس للتنمر. ووصف توماس بأنه كان شابًا ذكيًا واجتماعيًا يُعنى بدراسته، مستندًا في ذلك إلى سجله الحضور الجيد.
## هل من الممكن أن يكون المستشار مخطئًا؟
بالتأكيد، فمن الطبيعي أن يكون الطلاب أكثر اطلاعًا على تفاصيل حياة بعضهم مقارنةً بالموظفين. كما أن الكثير من المراهقين يترددون في الإبلاغ عن التنمر خوفًا من النبذ أو الانتقام.
لكن السؤال الأهم: لماذا تصرّ المدرسة على إنكار التنمر؟ هل لأنها تخشى من المساءلة القانونية؟
لقد أصبح التنمر قضية قانونية خطيرة، حيث تُحمّل المحاكم المدارس مسؤولية حماية طلابها من أي إيذاء. وفي حال ثبوت تقصيرها، قد تواجه المدرسة دعاوى قضائية باهظة التكاليف، قد تصل إلى ملايين الدولارات، كما حدث في قضايا سابقة.
## المشكلة الحقيقية تكمن في إلقاء اللوم
إن إصرار المدرسة على إنكار التنمر يعكس مشكلة أكبر، ألا وهي تحميل المدارس مسؤولية أكبر من قدرتها. فلا يمكن للمدرسة أن تكون مسؤولة بشكل كامل عن سلوك الطلاب و علاقاتهم الشخصية.
صحيح أن على المدارس مكافحة التنمر بشتى الطرق، لكن من غير المنطقي أن نتوقع منها القضاء عليه بشكل تام. فالتنمر ظاهرة معقدة تتأثر بعوامل متعددة، تتجاوز حدود المدرسة.
## حان الوقت لإعادة النظر
بعد سنوات من الحملات و البرامج المكثفة لمكافحة التنمر، لم نشهد تغييرًا جذريًا. لذلك، آن الأوان لإعادة النظر في الأساليب المتبعة و تحديد أدوار جميع الأطراف بشكل أكثر واقعية. فالمدرسة ليست هي المسؤولة الوحيدة عن سلوك أطفالنا، بل هي جزء من منظومة متكاملة تشمل الأسرة و المجتمع ككل.