علم النفس الاجتماعي

باحثون يرصدون نزعة أخلاقية مفاجئة بين المصابين بالاضطراب النفسي الاندفاعي

هل تكشف ⁢زاوية عينك ‍عن توجهاتك السياسية؟

كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة “طب الغدد الصماء العصبي النفسي الشامل” عن ⁤وجود صلة محتملة‌ بين اضطراب الشخصية⁢ المعادية للمجتمع واتخاذ القرارات‌ الأخلاقية.

يُعرف اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، والذي يُشار إليه أحيانًا باسم⁣ “الاعتلال النفسي”، بأنه اضطراب في الشخصية يتميز بنمط واسع النطاق من تجاهل حقوق الآخرين وانتهاكها.

أجرى الباحثون في هذه الدراسة، بقيادة الدكتور رونالد ريجندرز، طبيب نفسي شرعي في المعهد الهولندي للطب النفسي الشرعي وعلم النفس، مقارنة بين مجموعة ⁢من المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم باضطراب⁣ الشخصية المعادية للمجتمع ومجموعة ضابطة من ‍الأفراد الأصحاء. طُلب من المشاركين تقييم مجموعة من السيناريوهات الأخلاقية التي تنطوي على الاختيار بين مصلحتهم الشخصية ومصلحة الآخرين.

وجد الباحثون أن الأفراد الذين يعانون من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع كانوا⁤ أكثر عرضة لاتخاذ قرارات تخدم مصالحهم الشخصية، حتى‌ لو كان ذلك يعني إلحاق⁣ الأذى بالآخرين.

ما الذي يمكن أن يفسر هذه ⁢النتائج؟

يشير الباحثون إلى أن‍ الأفراد الذين يعانون من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع قد يواجهون صعوبة ⁤في فهم ⁢مشاعر الآخرين ​أو التعاطف ⁤معهم. وقد يكون⁢ لديهم أيضًا صعوبة في التحكم في دوافعهم، مما ⁣قد يؤدي إلى سلوك متهور وغير⁢ مسؤول.

من المهم ملاحظة أن هذه الدراسة لا تثبت⁤ أن جميع الأفراد الذين يعانون من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ‍غير أخلاقيين. ومع ذلك، فإنها تشير إلى أن هذا الاضطراب قد يؤثر ⁣على الطريقة التي​ يتخذ بها الأفراد القرارات ⁣الأخلاقية.

ما هي ‌الآثار ‍المترتبة على⁢ هذه النتائج؟

قد يكون لهذه النتائج آثار مهمة على النظم القانونية ونظم العدالة الجنائية. ⁤ على سبيل المثال، قد⁢ تساعد في تفسير سبب كون الأفراد الذين يعانون من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع أكثر​ عرضة للانخراط في سلوك إجرامي.

من ⁢المهم أيضًا أن نلاحظ أن اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع هو حالة⁤ قابلة للعلاج. يمكن⁢ أن تساعد العلاجات النفسية، مثل العلاج السلوكي ‍الجدلي، الأفراد على تعلم كيفية إدارة عواطفهم وسلوكياتهم بشكل أفضل.

هل يتخذ مرضى الاضطرابات النفسية قرارات أخلاقية مختلفة؟

دراسة جديدة تسلط الضوء على العلاقة بين الاضطرابات النفسية واتخاذ القرارات الأخلاقية

لطالما ارتبطت الصورة النمطية لمرضى الاضطرابات النفسية بافتقارهم ‍ للبصيرة‌ الأخلاقية، لكن هل هذه الصورة دقيقة؟ كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة الطب النفسي السريري والعصبي عن نتائج مثيرة للاهتمام ‍ تتحدى هذه الفكرة الشائعة.

أجرى الباحثون دراسة على مجموعة من المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية مختلفة، وقارنوهم بمجموعة ضابطة من ⁣الأشخاص الأصحاء. وخلال الدراسة، طُلب من ‌ المشاركين اتخاذ قرارات أخلاقية في سيناريوهات افتراضية تتنوع بين ‍المواقف الشخصية والمواقف التي ⁣تتطلب تقييم المصلحة العامة.

وخلافا للتوقعات، لم يجد الباحثون ⁢ فرقا⁢ كبيرا بين المجموعتين فيما ​يتعلق⁢ بنسبة اتخاذ القرارات الأخلاقية. بل على ‌العكس ⁣ من ذلك، وجدوا أن بعض مرضى الاضطرابات النفسية ​ كانوا أكثر ‍ حرصا ⁤على تجنب ​إلحاق الأذى بالآخرين، خاصة في المواقف التي تتطلب تدخلاً‍ شخصياً مباشراً.

الاندفاع ⁢والسياق العاطفي ​ يلعبان دوراً ⁢ مهماً

أشارت الدراسة إلى أن مستوى الاندفاع لدى‌ المرضى يلعب ⁤دوراً مهماً في طريقة اتخاذهم للقرارات الأخلاقية. ⁣ فقد وجدوا​ أن المرضى ذوي ‌ مستويات الاندفاع العالية كانوا أكثر ‍ ميلاً لاتخاذ قرارات⁢ ⁣أخلاقية في ‍المواقف التي تتسم بشحنة عاطفية عالية، ​ حتى لو كان​ ذلك يعني التضحية⁢ ببعض ⁣ المكاسب⁣ الشخصية.

ويرى الباحثون أن هذا الاكتشاف يشير ​ إلى‌ أن ⁤مرضى الاضطرابات ‌النفسية لا ​ يفتقرون ​ إلى ⁢ القدرة على التفكير ​ الأخلاقي، وإنما تتأثر قراراتهم بالسياق العاطفي للموقف بشكل أكبر من غيرهم.

الحاجة إلى المزيد من الدراسات والتحقيق

على الرغم من النتائج المثيرة للاهتمام التي ​ توصلت‌ ⁢ إليها ‍ هذه الدراسة، إلا أن الباحثين يؤكدون على ⁢ضرورة إجراء المزيد من الدراسات الموسعة على عينات ⁤أكبر لتأكيد هذه ⁢النتائج ‌ وتعميمها. كما أشاروا إلى أهمية ⁢ أخذ⁣ العوامل ‌ الثقافية والاجتماعية في الاعتبار عند دراسة اتخاذ القرارات الأخلاقية.

رابط الدراسة الأصلية:

https://doi.org/10.1016/j.cpnec.2024.100245

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock