أخوان أسود يحطمان الرقم القياسي في السباحة لمسافة طويلة
## تحدي المياه: أسود أوغندا تُبهر العالم بقدرتها على السباحة
الأخوين الأسد الأفريقيين يعقوب وتيبو.
المصدر: ألكسندر براكزكوفسكي، استخدم بإذن.
في قلب غابات أوغندا الغربية، سجل العلماء حادثة فريدة من نوعها، حيث رصدوا أسدين شقيقين يسبحان لمسافة كيلومتر ونصف تقريبًا لعبور قناة كازينجا بحسب دراسة علمية حديثة. هذا الإنجاز المذهل يثير الدهشة، خاصة وأن أحد الأسدين، ويدعى يعقوب، يفقد إحدى ساقيه!
## قصة كفاح: من رحم المعاناة إلى تحدي الإعاقة
التقى الباحث ألكسندر براسكوفسكي بيعقوب عام 2017، وكان حينها شبلًا صغيرًا ينتمي إلى فصيلة فريدة من الأسود تُعرف بحبها لتسلق الأشجار. لكن حياة يعقوب لم تكن وردية، فقد عانى من صعوبات جمة، بدءًا من هجوم جاموس عليه، ووصولًا إلى فقدان عائلته بسبب تسميمها من قبل الصيادين الجشعين. ونجا يعقوب من فخ نصب له، لكنه خسر ساقه في فخ آخر.
يعقوب في العاشرة من عمره.
المصدر: ألكسندر براكزكوفسكي، استخدم بإذن.
يقول براسكوفسكي: “على الرغم من بلوغه سن العاشرة، إلا أن يعقوب ما زال يُدهشنا بقدراته، فسباحته لمسافات طويلة تُعد إنجازًا غير مسبوق”.
وثّق براسكوفسكي وفريقه يعقوب وشقيقه تيبو وهما يسبحان عبر قناة كازينجا ست مرات خلال عام كامل. واستخدم الفريق كاميرات حرارية مثبتة على طائرات بدون طيار لالتقاط هذه اللحظات الاستثنائية.
## لغز السباحة: بحثًا عن الحب أم الهروب من الخطر؟
تُثير مغامرة يعقوب وتيبو العديد من التساؤلات، فالأسود ليست من الحيوانات المعروفة بحبها للماء، بل تُفضل الابتعاد عنه خوفًا من التماسيح وأفراس النهر.
يفترض الباحثون أن الدافع وراء هذه الرحلة الخطيرة هو البحث عن الإناث، حيث تعاني حديقة الملكة إليزابيث من نقص في أعداد اللبؤات. ويبدو أن يعقوب وتيبو فضّلا السباحة لتجنب مواجهة البشر عند عبور الجسر المخصص للنقل.
الأخوين يعقوب وتيبو يسترخيان.
المصدر: ألكسندر براكزكوفسكي، استخدم بإذن.
## مستقبل غير مؤكد: بين تحديات البقاء وآمال التعايش
تُسلط قصة يعقوب وتيبو الضوء على التحديات التي تواجه الحيوانات البرية في ظل التوسع البشري المتزايد. ففي غرب أوغندا، تُجبر الأسود على التعايش مع القرى البشرية والمواشي، ناهيك عن خطر الصيد غير القانوني.
الأخوين يعقوب وتيبو تحت شجرة الفربيون.
المصدر: ألكسندر براكزكوفسكي، استخدم بإذن.
يقول براسكوفسكي: ”إن قصة هذين الأسدين تُلهمنا بمدى قدرة الحيوانات على التكيف مع الظروف القاسية، لكنها في نفس الوقت تُذكرنا بضرورة حماية هذه الكائنات المهددة بالانقراض”.
إن بقاء الأسود في العقود المقبلة يتطلب جهودًا حقيقية من أجل الحفاظ على موائلها الطبيعية ومكافحة الصيد الجائر. فهل سننجح في توفير الحماية اللازمة لهذه الحيوانات الرائعة؟