فهم الاستمرارية: سمة مهمة للكتابة
## كيف نتعامل مع النقد السلبي بطريقة بناءة؟
المصدر: ردود فعل سلبية/بيكسلز
يُعدّ تلقي النقد السلبي من التجارب الصعبة التي يمرّ بها الجميع، سواءً على الصعيد الشخصي أو المهني. فكثيراً ما نشعر بالغضب أو الإحباط أو حتى الحزن عند سماع كلمات لا تُعجبنا. لكن، هل فكّرنا يوماً أن النقد السلبي قد يكون فرصة ثمينة للنمو والتطوّر؟
صحيح أن النقد الجارح وغير البنّاء قد يُحبط من عزيمتنا، لكن النقد البنّاء، المُقدّم بأسلوبٍ لائقٍ وهادفٍ، يُساعدنا على رؤية نقاط ضعفنا وتحسينها. فبدلاً من النظر إلى النقد السلبي كتهديد، لِمَ لا نتعامل معه كهدية تُساعدنا على صقل مهاراتنا وتحقيق أهدافنا؟
وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتقبلون النقد البنّاء بصدرٍ رحبٍ هم أكثر قدرة على التعلّم والتطوّر في حياتهم المهنية والشخصية. فعلى سبيل المثال، أظهرت دراسة حديثة أن الموظفين الذين يتقبلون ملاحظات مدرائهم بصدرٍ رحبٍ هم أكثر إنتاجية وإبداعاً من أولئك الذين يتخذون موقفاً دفاعياً.
وللتعامل مع النقد السلبي بطريقة إيجابية، إليك بعض النصائح التي قد تُساعدك:
## 1. تقبّل فكرة أن النقد جزءٌ لا يتجزأ من الحياة، وأنّه ليس بالضرورة هجوماً شخصياً عليك.
بدايةً، يجب أن نُدرك أن النقد جزءٌ طبيعيٌ من الحياة، وأنّه لا يعني بالضرورة أننا أشخاصٌ سيئون أو غير أكفاء. فالنقد قد يكون نابعاً من رغبة صادقة في مساعدتنا على التحسّن. فعلى سبيل المثال، قد ينتقدنا صديقٌ مقرّبٌ على سلوكٍ خاطئٍ بدافع الحرص علينا، وليس بهدف جرح مشاعرنا. ومن ناحية أخرى، قد ينتقدنا زميلٌ في العمل على أدائنا بهدف تحسين جودة العمل بشكلٍ عام.
وتُشير دراسةٌ حديثةٌ إلى أن الأشخاص الذين يميلون إلى أخذ النقد على محملٍ شخصيٍّ هم أكثر عرضةً للمعاناة من القلق والاكتئاب. لذا، من المهمّ أن نُدرك الفرق بين النقد البنّاء والنقد الهدّام، وأن نتعامل مع كلٍّ منهما بالطريقة المُناسبة. ولتوضيح الفرق بينهما، إليك المثال التالي:
النقد الهدّام: “عملك سيءٌ للغاية، ولا أعتقد أنك ستنجح في إنجاز هذا المشروع. أنت دائماً ما تُخطئ، وتُسبّب لنا المتاعب.”
النقد البنّاء: “أعتقد أنّه يُمكن تحسين جودة عملك بشكلٍ أكبر. لاحظتُ وجود بعض الأخطاء في هذا القسم، وأعتقد أنّه من الأفضل إعادة مراجعته. أنا على استعدادٍ لمساعدتك في حال واجهتَ أيّة صعوبة.”
المصدر: ياروسلافا شيرشوك/بيكسلز
## 2. حاول أن تفهم وجهة نظر الشخص الناقد، واسأله عن تفاصيل أكثر إن لزم الأمر.
في كثيرٍ من الأحيان، يكون النقد نابعاً من وجهة نظرٍ مختلفةٍ، وليس بالضرورة من خطأٍ ارتكبناه. فعلى سبيل المثال، أظهرت دراسةٌ أن الأشخاص يميلون إلى تفسير سلوكيات الآخرين بناءً على خبراتهم وتجاربهم الشخصية. لذا، من المهمّ أن نحاول فهم وجهة نظر الشخص الناقد، وأن نسأله عن تفاصيل أكثر إن لزم الأمر. فقد نكتشف أنّه كان يُسيء فهم الموقف، أو أنّه كان يفتقر إلى بعض المعلومات. وكما يُقال، ”الحكمة ضالة المؤمن، أنى وجدها فهو أحقّ بها”.
وبدلاً من الانفعال أو الدفاع عن النفس بشكلٍ مباشر، يُمكننا أن نُحاول فهم وجهة نظر الشخص الناقد من خلال طرح بعض الأسئلة، مثل: “هل يُمكنك أن تُوضّح لي أكثر ما تقصده؟” أو “ما هي النصيحة التي تُقدمها لي لتحسين أدائي؟”. ففهم وجهة نظر الآخر يُساعدنا على التعامل مع النقد بشكلٍ هادئٍ وعقلانيٍّ، ويُتيح لنا فرصةً لتوضيح سوء الفهم إن وجد.
وباختصار، فإنّ النقد السلبي، وإن كان مُزعجاً في بعض الأحيان، إلا أنّه يُمكن أن يكون فرصةً ثمينةً للنموّ والتطوّر. فبدلاً من النظر إليه كتهديد، لِمَ لا نتعامل معه كهديةٍ تُساعدنا على صقل مهاراتنا وتحقيق أهدافنا؟
تأثير الذاكرة على قدرتنا على تذكر المعلومات
هل سبق لك أن تساءلت عن سبب تذكرك لبعض الأشياء بوضوح بينما تتلاشى أشياء أخرى من ذاكرتك؟ تكمن الإجابة في طريقة عمل الذاكرة، حيث تلعب تأثيرات الأسبقية وحداثة الحدث دورًا هامًا في تحديد ما نتذكره.
الخلاصة: بشكل عام، يميل الناس إلى تذكر المعلومات المقدمة في بداية ونهاية سلسلة من المعلومات بشكل أفضل من المعلومات المقدمة في المنتصف. يُعرف هذا باسم تأثير الأسبقية وتأثير حداثة الحدث.
مثال: تخيل أنك تحاول حفظ قائمة تسوق طويلة. من المرجح أن تتذكر العناصر الأولى والأخيرة في القائمة بشكل أفضل من العناصر الموجودة في المنتصف.
المصدر: ذاكرة/دماغ
3. لماذا تُعدّ تأثيرات الأسبقية وحداثة الحدث مهمة جدًا؟
تُعدّ هذه التأثيرات قوية جدًا لدرجة أنها تؤثر على مجموعة واسعة من الأنشطة اليومية، بدءًا من اتخاذ القرارات وصولًا إلى التعلم. فمثلًا، أثبتت الدراسات أن المعلومات المقدمة في بداية ونهاية المحاضرة تُحفَظ بشكل أفضل من المعلومات المقدمة في المنتصف.
هذا يعني أن ترتيب المعلومات له تأثير كبير على مدى فعاليتها. فمثلًا، أظهرت دراسة أن الأشخاص الذين قرأوا قائمة من الكلمات كانوا أكثر عرضة لتذكر الكلمات الأولى والأخيرة، بينما تذكروا عددًا أقل من الكلمات الموجودة في المنتصف.
كيف نستفيد من هذه التأثيرات؟
بفهمنا لكيفية عمل الذاكرة، يمكننا تحسين قدرتنا على التعلم والتذكر. إليك بعض النصائح:
الخلاصة: لكي تُحسّن من قدرتك على تذكر المعلومات، حاول أن تُركّز على المعلومات الأكثر أهمية في بداية ونهاية جلسة الدراسة. استخدم تقنيات مثل التكرار و ربط المعلومات ببعضها البعض لتعزيز الحفظ.
مثال: بدلًا من محاولة حفظ قائمة طويلة من المفردات دفعة واحدة، حاول تقسيمها إلى مجموعات أصغر و ركّز على حفظ الكلمات الأولى والأخيرة في كل مجموعة.
الخلاصة: بشكل عام، يُمكنك تحسين ذاكرتك من خلال التركيز على المعلومات المهمة في بداية ونهاية جلسات الدراسة، واستخدام تقنيات مثل التكرار و ربط المعلومات ببعضها البعض. تذكر أن الذاكرة مهارة يُمكن تطويرها مع التدريب.
4. كيف تؤثر العوامل الأخرى على الذاكرة؟
لا تقتصر العوامل المؤثرة على الذاكرة على تأثيرات الأسبقية وحداثة الحدث فقط، بل هناك العديد من العوامل الأخرى التي تلعب دورًا هامًا، مثل:
- الانتباه: يُعدّ الانتباه أولى خطوات الحفظ، فبدون تركيز انتباهك على المعلومات التي تريد تذكرها، لن تتمكن من حفظها بشكل فعال. أظهرت الدراسات أن الانتباه يلعب دورًا هامًا في كل من الذاكرة قصيرة المدى و الذاكرة طويلة المدى.
- التكرار: يُعدّ تكرار المعلومات أحد أهم أساليب الحفظ، فكلما تكررت معلومة ما أمامك، زادت فرصة تذكرها. أثبتت الدراسات أن التكرار يُحسّن من الذاكرة العاملة و الذاكرة طويلة المدى.
يُمكن تحسين الذاكرة من خلال اتباع بعض النصائح البسيطة، مثل:
- الحصول على قسط كافٍ من النوم: يُساعد النوم على ترسيخ المعلومات في الذاكرة.
- ممارسة الرياضة بانتظام: تُحسّن الرياضة من تدفق الدم إلى الدماغ، مما يُعزز من وظائف الذاكرة.
- تناول الغذاء الصحي: يُؤثر الغذاء بشكل كبير على صحة الدماغ ووظائفه، بما في ذلك الذاكرة.
يُمكن تقسيم الذاكرة إلى عدة أنواع، منها:
- الذاكرة قصيرة المدى: تُخزّن هذه الذاكرة المعلومات لفترة قصيرة جدًا، تتراوح بين ثوانٍ إلى دقائق.
- الذاكرة طويلة المدى: تُخزّن هذه الذاكرة المعلومات لفترة طويلة قد تصل إلى سنوات.
الخلاصة: لتحسين ذاكرتك، حاول أن تُركّز انتباهك على المعلومات التي تريد تذكرها، وكررها عدة مرات، واحرص على الحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة الرياضة بانتظام، وتناول الغذاء الصحي.
## هل تغير المناخ مجرد كذبة؟ نظرة على حقيقة ارتفاع درجات الحرارة
شاع في الآونة الأخيرة مصطلح “التغير المناخي” ليصبح حديث الساعة على كل لسان. ولكن، هل بالفعل نشهد تغيراً ملحوظاً في مناخ كوكبنا؟ أم أن الأمر مجرد مبالغة إعلامية؟ دعونا نتعمق في الحقائق العلمية ونستكشف أدلة ارتفاع درجات الحرارة.
تشير العديد من الدراسات العلمية، بما في ذلك تلك التي أجرتها وكالة ناسا، إلى ارتفاع ملحوظ في متوسط درجات الحرارة العالمية على مدى القرن الماضي. فعلى سبيل المثال، ارتفع متوسط درجة حرارة سطح الأرض بنحو 1 درجة مئوية منذ أواخر القرن التاسع عشر، وهي فترة شهدت ثورة صناعية هائلة وتزايدًا كبيرًا في انبعاثات الغازات الدفيئة.
لا يقتصر تأثير ارتفاع درجات الحرارة على ذوبان الأنهار الجليدية وارتفاع منسوب مياه البحر فحسب، بل يمتد ليشمل ظواهر جوية متطرفة مثل الفيضانات وحرائق الغابات التي أصبحت أكثر حدة وتكرارًا.
في الختام، لا يمكن إنكار وجود أدلة قوية تشير إلى حدوث تغير مناخي ملحوظ. فمن خلال متابعة الدراسات العلمية والتحليل الموضوعي للبيانات، يمكننا التأكد من حقيقة ارتفاع درجات الحرارة وتأثيرها على كوكبنا.