فرصة للشفاء والوحدة

## نحو حوار بنّاء: كيف نُعزز الوحدة في زمن الانقسام؟
المصدر: Rich Koele/Shutterstock
بات من الواضح، في ظلّ ما تشهده مجتمعاتنا العربية من انقسامات وتجاذبات، أننا بحاجة ماسّة إلى تعزيز قيم الوحدة والحوار البنّاء. يُلقي هذا المقال الضوء على بعض الخطوات العملية التي من شأنها أن تُسهم في رأب الصدع وبناء جسور التواصل بين مختلف الأطراف.
## التسوية: مفتاح الحلّ لا تعنّت المواجهة
إنّ التاريخ يشهد أنّ التعنت في المواقف لا يُولد إلا المزيد من الفرقة والصراع. فعندما نُقابل الرأي الآخر بالتخطئة والنقد اللاذع، ندفع به إلى التحصّن في خندقه والتمسك بمواقفه أكثر. ولعلّ في تجربة وضع الدساتير في دول كثيرة عبرةً بالغة، حيث ساد الحوار والتفاوض والتنازلات المتبادلة إلى صياغة وثائق تُؤسس لحياة سياسية واجتماعية أكثر استقراراً.
## الاستماع بإنصات واحترام الآخر
قبل الردّ على أي فكرة أو رأي، علينا أن نتدرّب على فنّ الاستماع النّشط. فمن شأن إعادة صياغة ما قاله المتحدث بأسلوبنا الخاص أن يُؤكد له أننا أعرناه أُذنًا صاغية وفهمنا وجهة نظره بكل تجرّد. وهنا تتجلى أهمية احترام حرية التعبير كقيمة أساسية في أي حوار بنّاء، فكما قال الفيلسوف فولتير: “قد أختلف معك في الرأي، ولكنني أُدافع عن حقك في التعبير عنه حتى الموت”.
## حسن الظنّ يُبدّد الغضب
بدلاً من التسرّع في إطلاق الأحكام المسبقة وإساءة الظنّ بنوايا الآخرين، فلنُحاول أن ننظر إلى الأمور من منظور إيجابي. فكلّنا في نهاية المطاف نسعى إلى تحقيق الخير لمجتمعاتنا، وإن اختلفت الطرق ورؤى الحلول. وإذا بدا لنا أنّ أحد الأطراف قد بالغ في ردّة فعله، فلنحاول أن نفهم دوافعه ونُصارحه برأينا بأسلوب هادئ وعقلاني.
## نقطة التقاء تجمعنا
بدلاً من التّمترس وراء جدران الاختلاف، علينا أن نُركز على ما يجمعنا من قيم ومبادئ مشتركة. فمن شأن ذلك أن يُؤسس لثقة متبادلة وتعاون مثمر بين مختلف أطياف المجتمع.
## ختامًا
إنّ تبني هذه الخطوات يتطلب تغييرًا جذريًا في طريقة تفكيرنا وتعاملنا مع بعضنا البعض. علينا أن نُدرك أنّ الحوار البنّاء هو السبيل الأمثل للوصول إلى حلول مستدامة تُلبي تطلعات مجتمعاتنا وتحفظ لها أمنها واستقرارها.