المرض العقلي لا يتعلق فقط باختلال التوازن الكيميائي
## هل الأمراض النفسية مجرد خلل كيميائي في الدماغ؟
لطالما ارتبطت الأمراض النفسية بفكرة “الخلل الكيميائي” في الدماغ، وكأنها مُجرّد عطل بيولوجي يمكن إصلاحه بحبة دواء. ولكن هل الأمر بهذه البساطة حقًا؟
يشبه هذا الادعاء القول بأن الرئتين هما المسؤولتان عن جميع أمراض الجهاز التنفسي، متجاهلين تمامًا دور العوامل البيئية مثل التلوث والتدخين. فكما أن صحة الرئتين تتأثر بالعوامل الخارجية، كذلك الأمر بالنسبة لصحة الدماغ والأمراض النفسية.
المصدر: موقع طبي متخصص
## التفاعل بين الجينات والبيئة
لا شك أن للعوامل الوراثية دورًا في بعض الأمراض النفسية، مثل الفصام، حيث تصل نسبة احتمالية الإصابة به إلى 81% لدى التوائم المتماثلة. لكن هذا لا يعني أن الجينات هي المُحدّد الوحيد، فمعظم المُصابين بالفصام ليس لديهم تاريخ عائلي للمرض.
تكمن الإجابة في التفاعل المُعقّد بين الجينات والبيئة. قد تُهيئ بعض الجينات الشخص للإصابة بمرض مُعين، لكن العوامل البيئية مثل التوتر والصدمات النفسية هي التي تُفعّل هذه الجينات وتُؤدي لظهور المرض.
## قصة سلمى: عندما تُصبح الضغوط النفسية مرضًا
سلمى (اسم مستعار) شابة عانت من اضطراب ذهاني حاد، بالرغم من عدم وجود تاريخ عائلي للأمراض النفسية. كانت سلمى تعيش في بيئة مُضطربة، تُعاني من ضغوطات عائلية ومشاكل في الدراسة.
بدأت سلمى تُظهر أعراضًا غريبة، مثل سماع أصوات وتوهم وجود أشخاص يتجسسون عليها. مع الوقت، تفاقمت حالتها وأصبحت غير قادرة على التمييز بين الواقع والخيال.
المصدر: موقع صور مجاني
## ما وراء العلاج الدوائي
لا يمكن إنكار دور الأدوية في علاج بعض الأعراض النفسية، لكنها ليست الحل السحري. فالعلاج النفسي يلعب دورًا أساسيًا في مساعدة المرضى على فهم حالتهم وتطوير آليات للتعامل معها.
تشير الدراسات الحديثة إلى أهمية العلاج النفسي في تحسين حياة مرضى الفصام وتقليل نوبات المرض.