الاكتئاب سيكون المرض رقم واحد في العالم بعد 10 سنوات حسب بعض الدراسات . و تحصي المنظمة العالمية للصحة أكثر من 300 مليون مصاب بلإكتئاب حول العالم .يتوفى منهم سنويا حوالي 800000 جراء الإنتحار . الذي يعتبر سبيلا للكثيرمن المكتئبين لوضع حد لمعاناتهم، أرقام كبيرة أليس كذلك ؟ إذا كنت تشك بإنك مريض بالإكتئاب.أو إذا كنت تريد معلومات عن الاكتئاب ، في هذا المقال سوف تجد ما تبحث عنه :
1- تعريف الإكتئاب :
لقد تعددت و تنوعت التعاريف المقدمة للاكتئاب و ذلك لاتساع مجالات البحث فيه والاختلاف في الاتجاهات النظرية و من بين هذه التعريفات نجد :
التعريف الطبي: يعرف الاكتئاب على انه حالة عقلية تتميز بالخمول ، القلق، فقدان الأمل.
و تعريف احمد عكاشة: يعرف احمد عكاشة الاكتئاب بأنه مرض يتضمن الأفكار السوداوية و التردد الشديد و فقدان الشهية للطعام و الشعور بالإثم و التقليل من قيمة الذات .و عدم القدرة على اتخاذ القرار و المبالغة في الأمور التافهة و الأرق الشديد و الشعور بأوهام مرضية .و المعاناة من بعض الأفكار السوداوية الانتحارية
و تعريف حامد عبد السلام زهران : يعرف حامد عبد السلام زهران الاكتئاب على انه “حالة من الحزن الشديد و المستمر تنتج من الظروف المحزنة الأليمة و تعبر عن شيء مفقود و إن كان المريض يعي المصدر الحقيق لحزنه.
أما تعريف الاكتئاب حسب القاموس الكبير لعلم النفس فهو: يعرف هذا القاموس الاكتئاب على انه اضطراب عقلي يتميز بوجود مشاعر أو عواطف فقدان الشجاعة ، و الحزن و فقدان الأمل بخلاف الحزن العادي ،الذي يحدث بسبب فقدان شخص .
و كتعريف شامل للاكتئاب: “هو حالة انفعالية وقتية أو دائمة، يشعر فيها الفرد بالانقباض والحزن والضيق وتشيع فيها مشاعر الهم والغم والشؤم فضلاً عن مشاعر القنوط والجزع واليأس والعجز، وتصاحب هذه الحالة أعراض محددة متصلة بالجوانب المزاجية والمعرفية والسلوكية ومنها نقص الاهتمامات، وتناقص الاستمتاع بمباهج الحياة، وفقدان الوزن، واضطرابات في النوم والشهية، بالاضافة إلى سرعة التعب، وضعف التركيز، والشعور بنقص الكفاءة، والميل للانتحار.
2 – تفسير الاكتئاب :
توجد العديد من النظريات المفسرة للإكتئاب ، و لأن الحديث عن تفسيرات الإكتئاب وحده يحتاج إلى مقالة طويلة ،سأكتفي فقط بإختصار أهم التفسيرات للإكتئاب حتى تكون لديك نظرة شاملة :
بداية و مع كل الأمراض سواء النفسية أو الجسدية الوراثة أو الإستعدادات الوراثية تلعب دورا في ظهور الاكتئاب ،”و لقد كشفت البحوث عن وجود تماثل في شيوع هذا الاضطراب في اسر دون أخرى و شيوعه بين التوائم حتى و لو نشئوا في ظروف اجتماعية مختلفة.
نتقل إلى التفسير الفيزيولوجي للإكتئاب ، وعندما نتحدث عن الفيزيولوجي نتحدث عن الجهاز العصبي الذي يتكون من عدد كبير من الخلايا العصبية هذه الأخيرة تتواصل فيما بينها بما يسمى النواقل العصبية ، حيث وجد الفيزيولوجين أن الأشخاص المكتئبين لديهم نقص في النواقل العصبية : الدوبامين، السيروتين، التي تلعب دورا في المحافظة على التوازن المزاجي و الاكتئاب يعتبر إحدى الاستجابات ، الممكنة إذ نقص وجود هذه العناصر أو احدها.
فيما يخص النظرية المعرفية يعتقد ” بيك” أن الاكتئاب يحدث نتيجة الاعتقادات المعرفية السالبة فالشخص المكتئب لديه وجهة نظر سالبة بالنسبة للذات و للعالم الخارجي و للمستقبل و هذه المعارف السلبية ينتج عنها الاكتئاب .
أما نظرية التحليل النفسي و كعادتها فإنها ترجع الإكتئاب إلى حوادث صدمية أو صادمة تعرض لها الشخص في طفولته ، مما ترك أثر سلبيا راسخا في اللاشعور ، يظهر هذا الأثر عندما يواجه الشخص أحداث وضغوط مماثلة على شكل أعراض إكتئابية .
النظرية النفسية الإجتماعية هي أيضا أعطت تفسير للإكتئاب ، حيث يرى بيكرPecker انخفاض مستوى تقدير الذات لدى شخص ما يجعله يصبح سلبيا، و يجد صعوبة في كل ما يسلك ، و على ذلك فان الإحساس بالقيمة الذاتية يعد عنصرا مهما و قويا بل و دفاعا ضد الاكتئاب”. ، بيكر تحدث عن شيء مهم أيضا و هو أن الإكتئاب يحدث جراء فقدان ثلاثة:
-فقدان الذات.
– العادات و المعايير و قواعد السلوك.
– إدراك مناهج الحياة و من ثم فان الاكتئاب في نظر “بيكر” هو الفشل في تقدير الذات و احترامها.
أخيرا فيما يخص تفسير الاكتئاب ظهر إتجاه حديث في تفسير الاكتئاب ، حقيقة هذا الإتجاه مثير للجدل ، حيث يرى بأن يرى هذا الاتجاه بان الناس يستخدمون أسلوب الوقوع في المرض لكي يقوموا بحل صراعات أو مواقف صعبة لا يستطيعون الصمود أمامها. إذن هذا الاتجاه يفسر كيف أن بعض الناس يستعملون الاكتئاب كوسيلة لا شعورية لكسب المودة و العطف أو كوسيلة للقسوة و الانتقام من الذين كانوا سببا في ألامهم في الماضي .
3 – أسباب الاكتئاب:
الاكتئاب كغيره من الاضطرابات النفسية يرجع إلى مجموعة من الأسباب و من بينها نذكر ما يلي:
الأسباب الوراثية:
هناك عدة بحوث بينت أن للوراثة دورا هاما و مؤثرا في الإصابة بالاكتئاب حيث تشير هذه الدراسات و البحوث إلى وجود عوامل في الجينات الوراثية ناقلات الوراثة التي لها دور هام في الإصابة بالاكتئاب، و قد وجدت أن %50 من حالات الاضطرابات الوجدانية ثنائية القطب يكون احد الوالدين مصاب
بالمرض نفسه فإذا كانت ألام أو الأب مصابا بهذا المرض فان طفلها يكون عرضة للإصابة بالنسبة ( 25 %) إلى ( 30 %) و أما إذا كان الوالدين مصابين بالمرض نفسه فان نسبة إصابة طفلها ترتفع إلى ( 70 %).
الأسباب النفسية:
التوتر الانفعالي و الظروف المحزنة و كذا الخبرات المؤلمة،
الكوارث القاسية و الانهزام أمام الشدائد و خاصة الحرمان.
فقدان الحب و المساندة العاطفية أو فقدان الحبيب و مرارة الحزن الشديد.
فقدانوظيفة مهنية أو فقدان الثروة أو مكانة اجتماعية، فقدان الكرامة و الشرف أو الصحة أوالفقر الشديد.
الخبرات الصدامية و التفسير الخاطئ غير الواقعي للخبرات .
الوحدة و العنوسة و سن القعود سن اليأس و تدهور الكفاية الجنسية و الشيخوخة و التقاعد .
فقدان تقديرات الذات و نقص التحكم أي الشعور بعدم القيمة و الافتقار إلى الاحترام هذا يؤثر على دوافع و سلوكات الفرد فهو ينظر إلى الشيء بمنظار تشاؤمي .
انفصال الطفل عن الأم خاصة في سن مبكرة سواء بوفاتها أو طلاقها له تأثير كبير في نموه الانفعالي و العاطفي.
المفهوم السالب للذات و الكفاءة الذاتية و عدم الثقة بالنفس و مدى استطاعة الفرد لمواجهة الحياة و مشاكلها.
أسباب بيئية اجتماعية :
الصراعات الأسرية المتكررة الشديدة قد يؤدي إلى مشاعر الاكتئاب لدى الأطفال و خاصة الحساسين منهم، كذلك الآباء المكتئبين عادة ما يظهر لدى أطفالهم مشاعر الاكتئاب
التنشئة الاجتماعية السيئة كإهمال الأبناء و نبذهم و القسوة الشديدة عليهم من طرف الوالدين أو احدهما و أيضا النصائح المزاجية الاكتئابية لهما.
التفكك الأسري و الانفصال المبكر للوالدين و الخلافات الأسرية و الوالدية الشديدة و اضطرابات المناخ الأسري
فقدان التدعيم الايجابي الاجتماعي البيئي أي مساعدة الفرد على الاجتهاد أو التخلي عن الأفكار السلبية المتشائمة.
