أين اختفى الأطفال “العاديون” في عالم الرياضة؟
المصدر: أوغوستاس سيتكاوسكاس/iStock
أين ذهب كل أولئك الأطفال الذين كانوا يملؤون ملاعبنا وحدائقنا باللعب والمرح؟ أولئك الذين لم يكونوا بالضرورة أبطالًا رياضيين، بل كانوا يستمتعون فقط بمشاركة رفاقهم اللعب والركض؟ يبدو أنهم اختفوا، ليحلّ محلهم تركيز مُبكر على التنافسية والأداء العالي.
أصبح المشهد الرياضي للأطفال اليوم ساحة تنافسية شرسة، تُقصي من لا يمتلكون مهارات استثنائية منذ الصغر. يتسابق الآباء لتسجيل أطفالهم في برامج تدريبية مُكثفة، فيما تُصبح الدوريات الترفيهية أشبه بمعسكرات إعداد للمحترفين.
ولكن، ما هو تأثير هذا الواقع على الأطفال ”العاديين”؟ أولئك الذين لا يمتلكون موهبة رياضية فطرية، أو يعانون من صعوبات في التنسيق الحركي أو التعلم؟ للأسف، غالباً ما يُهمّشون ويُنظر إليهم على أنهم “غير رياضيين” ، مما يدفعهم للتخلي عن الرياضة في سن مبكرة.
ولسوء الحظ، لا تقتصر العواقب على فقدان هؤلاء الأطفال لفوائد النشاط البدني والمرح، بل تمتد لتؤثر على ثقتهم بأنفسهم وتكوين شخصياتهم. فقد أظهرت الدراسات أن التركيز المُبكر على التنافسية في الرياضة يمكن أن يؤدي إلى زيادة التوتر والقلق لدى الأطفال، بالإضافة إلى انخفاض معدلات مشاركتهم في الأنشطة البدنية على المدى الطويل.
فما هو الحل؟ كيف نستطيع خلق بيئة رياضية أكثر شمولية وتشجيعاً للجميع؟
- **تغيير النظرية السائدة:** يجب أن نتخلى عن فكرة أن الرياضة هي لـ “الموهوبين” فقط. وذلك من خلال التأكيد على أهمية الرياضة للجميع، بغض النظر عن مستوى مهاراتهم.
- **توفير فرص متساوية:** يجب أن تتوفر برامج رياضية تناسب جميع مستويات اللياقة والقدرات، مع توفير التدريب والتوجيه المناسب لكل فئة.
- **التركيز على المرح والتعلم:** يجب أن يكون الهدف الرئيسي من مشاركة الأطفال في الرياضة هو الاستمتاع وتعلم مهارات جديدة، بدلاً من الفوز والتفوق على الآخرين.
- **دور المدربين والآباء:** يلعب المدربون والآباء دوراً حاسماً في خلق بيئة إيجابية وداعمة للأطفال، من خلال تشجيعهم وتركيزهم على مجهودهم وتطورهم، بدلاً من النتائج.
إن خلق ثقافة رياضية صحية وشاملة للجميع هي مسؤولية جماعية. فلنعمل معاً لضمان أن يستمتع جميع الأطفال بفوائد الرياضة، بغض النظر عن مهاراتهم أو قدراتهم.