هل أصبح العزاب أكثر سعادة اليوم؟ | علم النفس اليوم
## هل أصبحت حياة العزوبية أكثر سعادة مما مضى؟
هل أصبحت حياة العزوبية أكثر سعادة اليوم؟
المصدر: باربرا إيجين، استخدم بإذن.
يشهد عالمنا اليوم تحولات اجتماعية ملحوظة، فلم تعد الزواج المبكر وإنجاب الأطفال أولوية قصوى كما كانت في الماضي. بل على العكس، أصبحنا نرى تأخرًا في سن الزواج، وارتفاعًا في معدلات الطلاق، وإقبالًا متزايدًا على أنماط حياة مختلفة كالعيش المشترك بدون زواج، والعلاقات غير التقليدية، والاستمتاع بفترة طويلة من العزوبية.
لكن هل يعني هذا التغير أن العزاب اليوم أكثر سعادة ورضا عن حياتهم؟
سعت دراسة حديثة أجراها جونزاليس أفيليس وزملاؤه (٢٠٢٤) للإجابة على هذا السؤال. قام الفريق بتحليل بيانات ضخمة شملت ٢٩٣٦ مشاركًا من مختلف الفئات العمرية في ألمانيا، وذلك ضمن دراسة واسعة النطاق بدأت عام ٢٠٠٨. ركزت الدراسة على استكشاف آراء المشاركين حول حياتهم الأسرية، وعلاقاتهم، وتجاربهم كعزاب.
من خلال مقارنة بيانات الفترة من ٢٠٠٨ إلى ٢٠١١ مع بيانات الفترة من ٢٠١٨ إلى ٢٠٢١، لاحظ الباحثون تغيرًا ملحوظًا في مستوى الرضا عن حياة العزوبية، وذلك بشكل خاص لدى فئة المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين ١٤ و٢٠ عامًا. فقد أظهرت النتائج أن المراهقين الذين ولدوا بين عامي ٢٠٠١ و٢٠٠٣ أكثر ميلًا للبقاء عازبين، وأكثر رضا عن حياتهم مقارنة بالمراهقين الذين ولدوا بين عامي ١٩٩١ و١٩٩٣.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل كشفت الدراسة أيضًا عن رغبة أقل لدى المراهقين اليوم في الدخول في علاقات عاطفية، وهو ما قد يفسر شعورهم المتزايد بالرضا عن حياتهم كعزاب. فقد أشارت دراسة أخرى أجراها كيسليف (٢٠٢١) إلى وجود علاقة بين قلة الرغبة في إقامة علاقة والشعور بالسعادة في حياة العزوبية.
وعلى الرغم من هذه النتائج الإيجابية، إلا أن الدراسة لم تظهر أي تغييرات ملحوظة في مستوى الرضا عن حياة العزوبية لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين ٢٤ و٤٠ عامًا. ويرجع الباحثون ذلك إلى عدة عوامل، منها أن المراهقين اليوم يتعرضون لتنوع أكبر في أنماط العلاقات، وذلك بفضل التفاعل المستمر مع أقرانهم في المدارس، وانخراطهم في منصات التواصل الاجتماعي.
فهل يمكننا القول أن العزاب اليوم أكثر سعادة؟ بالنسبة للمراهقين، يبدو أن الإجابة هي نعم. فهم أقل رغبة في إقامة علاقات عاطفية، وأكثر ميلًا للبقاء عازبين، وأكثر رضا عن حياتهم مقارنة بالأجيال السابقة. ويشير هذا التحول إلى تزايد قبول المجتمع لفكرة العزوبية كنمط حياة طبيعي ومُرضٍ.
*تمت كتابة هذه المقالة بواسطة تيتا جونزاليس أفيليس، باحثة ما بعد الدكتوراه في مختبر جانينا لاريسا بوهلر في جامعة ماينز. تركز أبحاثها على العزوبية والعلاقات الرومانسية بين الشباب.*