الكذب مع قول الحقيقة
## أكثر من مجرد كلمات: عندما تصبح الحقيقة أداة للخداع في العلاقات
المصدر: Gerd Altmann/Pixabay
نعرف جميعًا أنّ الصدق من أهمّ دعائم العلاقات الإنسانية، ولكن ماذا لو تحولت الحقيقة نفسها إلى أداة للخداع والتلاعب؟ فالكذب ليس مجرد اختلاق للوقائع، بل قد يتخذ أشكالًا أكثر خبثًا ودهاءً، خاصةً في العلاقات الحميمة.
لنأخذ مثالًا شائعًا، تخيّل زوجين، ليلى وكريم، اتفقا على أن يقضيا عطلة نهاية الأسبوع معًا. يتلقى كريم اتصالًا من أصدقائه لدعوته لحضور مباراة لكرة القدم، فيقرر الذهاب دون إخبار ليلى بالحقيقة كاملة. وعندما تسأله عن خططه، يجيبها بأنه سيقضي بعض الوقت مع صديق له دون أن يذكر تفاصيل المباراة.
قد يعتقد البعض أن كريم لم يكذب بشكل صريح، لكنه تعمد إخفاء جزء من الحقيقة بهدف تضليل ليلى. هذا النوع من الخداع، وإن كان لا يتضمن الكذب الصريح، إلا أنه يقوّض الثقة ويهدد العلاقة على المدى الطويل.
و لنتذكر دائمًا أن التواصل الصادق يتجاوز مجرد قول الحقيقة، بل يشمل النّية الصادقة في إيصال المعلومات بشكل كامل وواضح. فالتلاعب بالكلمات وإخفاء الحقائق أشكال خفية من الكذب، وإن بدت للبعض أقل وطأة، إلا أنها تترك ندوبًا عميقة في العلاقات وتقوّض أسسها المبنية على الثقة والأمانة.
ولحماية علاقاتنا وتنميتها، علينا أن نجعل من التواصل الصادق أسلوب حياة، فنلتزم بقول الحقيقة كاملةً دون تزييف أو تلاعب، ونحرص على بناء علاقاتنا على أساس متين من الصدق والشفافية.
rnrn