5 طرق لمعرفة أن النرجسي يلعب دور الضحية
كيف تكتشف النرجسي الذي يلعب دور الضحية؟
يُعدّ التعاطف مفتاحًا لبناء علاقات قوية وصحية، لكنّه للأسف سلاح ذو حدين، إذ غالبًا ما يُستغل من قِبل النرجسيين لبناء صورة زائفة لعب دور الضحية بهدف التلاعب بمشاعرك. ولكن كيف تستطيع التفريق بين من يحتاج المساعدة حقًا وبين من يتلاعب بك عاطفيًا؟ إليك خمس علامات تكشف لك حقيقتهم:
- **استغلال الماضي لتبرير أخطاء الحاضر:**
هل سبق وأن واجهت شخصًا ما يبرر أخطاءه الحالية بالرجوع إلى معاناته السابقة؟ هذه إشارة تحذيرية تدل على أنه قد يلعب دور الضحية للهروب من تحمّل مسؤولية أفعاله.
مثال: لنفترض أن “ليلى” على علاقة بـ ”كريم” الذي ينوي خطبتها. في أحد الأيام، قرر ”كريم” مفاجأتها بشراء خاتم الخطوبة. و بينما هو في طريقه، لمح ”ليلى” تجلس مع زميلها في العمل في أحد المقاهي، وتبدو عليهما علامات الألفة. شعر “كريم” بالصدمة وغادر المكان مسرعًا.
في المساء، حاول “كريم” التحدث مع “ليلى” التي انهارت باكية، مستحضرةً علاقاتها السابقة المؤلمة وكيف تعرضت للخيانة مرارًا. أكدت “ليلى” أنها تعاني من مشاكل ثقة وتحتاج للشعور بالأمان. تأثر “كريم” بكلامها وتراجع عن مواجهتها.
إن لجوء “ليلى” إلى استعطاف “كريم” وتحويل الموضوع إلى معاناتها السابقة دون محاولة توضيح الموقف يشير إلى أنها قد تلعب دور الضحية.
- **إلقاء اللوم على الآخرين:**
يتقن النرجسيون فن إلقاء اللوم على الآخرين وتبرئة أنفسهم من أي خطأ. فبدلاً من تحمل مسؤولية أفعالهم، يُحمّلونك الذنب ويصورونك كمصدر للمشكلة.
بالعودة إلى مثال ”ليلى” و “كريم”: عندما واجهها “كريم” بما رآه، انقلبت عليه واتهمته بالتجسس عليها والتحكم بحياتها. صورت نفسها كضحية مُلاحقة وطلبت منه مغادرة منزلها.
يستخدم النرجسيون الشعور بالذنب كأداة للتلاعب بك ودفعك للتنازل عن حدودك ومبادئك.
مثال: بعد مرور أسابيع على حادثة المقهى، قرر “كريم” و “ليلى” نسيان الموضوع. لكن “كريم” طلب منها تجنب التواصل مع زميلها خارج إطار العمل، ووافقت “ليلى”.
بعد شهرين، عادت “ليلى” إلى المنزل سعيدة بخبر ترقيتها في العمل التي تتضمن رحلة إلى إيطاليا. شعر “كريم” بالسعادة من أجلها، لكنه سألها عما إذا كان زميلها سيذهب معهم. تغيرت ملامح “ليلى” وقالت له بحدة: “لا أصدق أنك تفسد عليّ فرحتي! أنت غير حساس وتشك بي دائمًا. بالطبع سيذهب، ولكن أرجوك لا تفسد عليّ رحلتي بغيرتك المرضية”.
يلجأ النرجسيون إلى وسائل التواصل الاجتماعي للحديث عن معاناتهم بشكل مُبطّن، دون توجيه اتهامات مباشرة، بهدف كسب التعاطف وتشويه صورة الطرف الآخر.
مثال: بعد شجارها مع “كريم”، نشرت “ليلى” عبارات على فيسبوك مثل: “الغيرة مرض يدمر العلاقات” و ”الثقة أساس الحب”. شعر “كريم” بالغضب والإحراج، خاصةً أن أصدقائهم المشتركين بدأوا يتساءلون عن سبب خلافهما.
- **تشويه السمعة والتلاعب بالآخرين:**
يعمل النرجسيون على تشويه سمعة شريكهم أمام الأصدقاء والعائلة، ويصورون أنفسهم كضحايا بريئة.
مثال: بدأ “كريم” يلاحظ تجاهل بعض أصدقائه له، كما أنه لم يُدعى إلى حفلة اعتاد على حضورها سنويًا. اتصل بأحد أصدقائه ليستفسر عن الأمر، فأخبره أن “ليلى” أخبرتهم أنه يتحكم بها ويشك بها دائمًا. شعر “كريم” بالصدمة وحاول توضيح الأمور، لكن صديقه لم يُعر له اهتمامًا.
الخلاصة: إن التعرف على هذه التكتيكات الخمسة يُعدّ خطوة أساسية لحماية نفسك من التلاعب العاطفي. تذكر أن النرجسيون بارعون في خداع الآخرين، لذا لا تتردد في طلب المساعدة من متخصص إذا كنت تشك أنك تتعرض للتلاعب من قبل شخص نرجسي.