أخبار علم النفس

هل تشعر أنك تستحق أن تكون بصحة جيدة؟

هل تشعر بأنك تستحق أن تكون بصحة جيدة؟

المصدر: Stormseeker/Unsplash

في بعض الأحيان، تقف معتقداتنا عائقاً أمام سعادتنا وصحتنا. تروي ‍قصة “جنى” ⁤ معاناة كثيرين يُعانون في صمت.⁣ فقد كانت جنى، ‍‍ وهي سيدة تُعاني من ⁣الاكتئاب، ترفض​ فحص مستوى السكر ‍في دمها رغم إصابتها ​ بالسكري. وكان مبررها ⁣ صادماً: “إن مرض السكري هو عقاب لي لأنني ⁤إنسانة سيئة”. ⁢

لم ​ يكن رفض‍ جنى للعلاج‌ سوى ⁢انعكاس لشعورها العام بعدم الاستحقاق. فقد ربطت بين ⁣ رفض شخص‌ لها في الماضي وتشخيصها ⁢بالسكري، واعتبرت ذلك دليلاً على عدم جدارتها‍ بالسعادة أو حتى بالصحة.

تكشف‍ هذه القصة حقيقة مؤلمة: ​ إن الشعور بعدم الاستحقاق قد يقود ⁤إلى تدمير حياتنا، بما في ذلك صحتنا. وتؤكد الدكتورة غابرييل ⁣ ليون، الخبيرة في علوم ⁢ الشيخوخة والتغذية، أن “الاعتقاد ⁢ بأننا لا ​نستحق الصحة يُعيقنا عن السعي نحوها”.⁤

جذور الشعور بعدم الاستحقاق:

غالباً ما ‍تتجذر ⁣ هذه ⁢ المشاعر في طفولتنا. فالتجارب السلبية‍ مثل ‌الفقر ⁤ أو الإيذاء أو ‌الإهمال تترك ندوباً ⁣ عميقة تُشكّل مفهومنا ⁢عن أنفسنا. ⁤فنربط، ‍ ⁤ولو ⁤بغير⁣ وعي، بين ⁢‍ هذه التجارب ‌ وبين كوننا أشخاصاً⁢ سيئين ⁣لا نستحق الحب ‍أو الرعاية.

تأثير الصدمة والعنف:

للأسف، ⁣يشهد عالمنا اليوم تصاعداً ⁤مُريعاً​ في مستويات العنف، خاصة ضد الأطفال.⁣ ‍ ويُحذر الخبراء ⁤ من أن التعرض ⁤ للصدمات ⁤ في⁢ الصغر، كالتعرض للإيذاء أو ‍ مشاهدة⁣ ⁢العنف، ⁣يُغيّر ⁣من بنية الدماغ ويؤثر على نموه، مما يُفاقم من ‍ مشاعر عدم الاستحقاق ‌والاكتئاب.

كيف نتحرر⁢ من ⁤ قيود الماضي؟

لحسن الحظ، يمتلك عقل ⁢ الإنسان قدرة ‌ هائلة على التغيير والتكيف. ويمكننا، من خلال بناء تجارب إيجابية جديدة، أن ⁤ نعيد برمجة أنفسنا ⁣ ونتخلص ​ من قيود الماضي.

خطوات نحو ⁣ الشعور ⁢ بالاستحقاق:

  • اللجوء إلى محيط داعم: ‌ تُساعدنا العلاقات ⁣الإيجابية مع ​ الأصدقاء ​ والعائلة⁤ والمجتمع على الشعور بالانتماء والقيمة.
  • تقديم المساعدة ⁢ للآخرين: ​ أثبتت الدراسات أن ⁢ مساعدة الآخرين تُقلل‍ من ‍ التوتر ⁤وتُعزز الشعور بالرضا عن ‌ ⁤النفس.
  • التواصل مع الطبيعة: للبيئة تأثير سحري على نفسيتنا. فمجرد التجول في الحديقة أو رعاية نبتة صغيرة يُمكن أن⁣ يُحسّن من ‌ مزاجنا ويُشعرنا بالسعادة.

تذكر دائماً، ⁢أنت تستحق‍ الحياة بكل ما فيها من ⁣ جمال وسعادة وصحة. لا‌ تدع أصوات الماضي تُعيقك عن‍ ⁢ عيش حاضرك بكل ما فيه من إمكانيات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock