لماذا يفشل الأشخاص الجيدون أحيانًا في بناء شخصياتهم؟
كيف نفشل أحيانًا في بناء شخصياتنا؟ رحلة نحو فهم الذات
ننشد جميعًا حياة طيبة، والحقيقة أن امتلاك شخصية إيجابية هو حجر الزاوية في هذه الرحلة. فعندما نتمسك بالقيم الأخلاقية كالعدل، والحكمة، والشجاعة، والإنسانية، نُرسّخ لعلاقات اجتماعية أقوى، ونُصبح أكثر مرونة في مواجهة تحديات الحياة.
ولكن، حتى أصحاب النوايا الحسنة قد يواجهون تحديات في رحلة بناء شخصياتهم. فمن خلال وقفة صادقة مع الذات، نستذكر مواقف كنا فيها أقل شجاعة، أو عدلًا، أو حكمة، أو حتى لطفًا. قد تكون عواقب هذه المواقف عابرة، لكنها أحيانًا تُلقي بظلالها على حياتنا المهنية، وعلاقاتنا، ومكانتنا الاجتماعية.
لماذا نفشل؟ نماذج لفهم الهفوات الشخصية
لفهم أسباب تلك الهفوات، نستعرض ثلاثة نماذج تُسلط الضوء على العوامل التي تُضعف شخصياتنا:
1. نموذج مخاطر الشخصية:
مفهوم مخاطر الشخصية
يُشير هذا النموذج إلى ثلاثة مصادر رئيسية للتهديدات:
- **داخلية:** كالنرجسية، والميل للتلاعب، والسيكوباتية.
- **بيئية:** كالبيئات الخطرة والمُجهدة التي يعمل بها الجنود ورجال الأمن.
- **اجتماعية/تنظيمية:** كالمناخ الاجتماعي أو التنظيمي غير الصحي، والذي يُعد من أبرز التهديدات.
2. نموذج “خزان الشخصية المُتسرب”:
يُشبّه هذا النموذج الشخصية بخزان تتكون موارده من السمات التي نكتسبها منذ الصغر، والتجارب الحياتية، والبيئة المحيطة. و يُشدد على أهمية تغذية هذا الخزان باستمرار من خلال التعلم، والتطوير، والتفاعل الإيجابي مع الآخرين. فبدون هذه التغذية، يبدأ الخزان بالتسرب، مما يؤدي إلى ضعف الشخصية والتصرف بصورة لا تعكس قيمنا.
3. رؤية العقيد المتقاعد جاك بيتش:
يُركز بيتش على عوامل أخرى كعدم التوازن بين الحياة العملية والشخصية، والشعور المُبالغ فيه بالرضا عن الذات، وفقدان البوصلة الأخلاقية، والتعامل باستحقاق مع الآخرين.
كيف نحمي شخصياتنا ونُنميها؟
إن إدراك مكامن الخطر هو الخطوة الأولى نحو بناء شخصية قوية. ولكن الأهم هو العمل بجد لبلوغ هذا الهدف، وذلك من خلال:
- جعل بناء الشخصية أولوية في حياتنا.
- تحمل المسؤولية عن أخطائنا وتصرفاتنا.
- مواجهة نقاط ضعفنا والعمل على معالجتها.
- اختيار البيئات الإيجابية التي تدعم نمونا الشخصي.
- تقييم شخصياتنا بصدق والاعتراف بعيوبنا.
- الابتعاد عن السلوكيات التي تُضعف شخصياتنا.
- مُحاطة أنفسنا بأشخاص إيجابيين يدعمون نمونا.
علينا أن نتذكر أن الشخصية ليست شيئًا ثابتًا، بل هي رحلة مستمرة من التعلم والتطور. ورغم أننا قد نواجه بعض التحديات والعثرات في هذه الرحلة، إلا أننا نستطيع دائمًا النهوض والتعلم من أخطائنا ومواصلة السير نحو الأمام.