لماذا نحتاج إلى الرهبة و8 طرق للعثور عليها
اكتشف سحر الرهبة في حياتك اليومية: رحلة نحو السلام الداخلي
هل سبق لك أن وقفتَ أمام عظمة جبل شامخ، أو اتسعت عيناك دهشةً أمام لوحة فنية مبهرة؟ هل شعرتَ يوماً بأنك جزء صغير من هذا الكون الفسيح، وأن هُناك ما هو أعظم منك بكثير؟
إنها الرهبة، ذلك الشعور الذي يغمرنا أمام عظمة ما هو مُطلق، ما يتجاوز حدود إدراكنا المحدودة. يُعرّفها علماء النفس بأنها “شعور بالانبهار والانغماس أمام شيء هائل يتخطى فهمنا الحالي للعالم” (كيلتنر، 2023).
قد نظن أن الرهبة شعور نادر، مُقتصر على أحداث استثنائية، لكن الحقيقة هي أن بإمكاننا أن نختبرها بشكل مُتكرر أكثر مما نتخيل، وهذا أمرٌ مُبهج، فالرهبة تحمل في طياتها فوائد جمة على صحتنا النفسية والجسدية.
الرهبة: بلسم الروح في زمن القلق
في خضمّ حياتنا المُتسارعة، غالباً ما ننشغل بأهدافنا الشخصية، نسعى لتحقيق النجاح، ونلهث وراء الماديات، مما يجعلنا نركز على ذواتنا بشكل مُفرط، فنُصبح عُرضةً للتوتر، والقلق، وربما الاكتئاب.
هنا يأتي دور الرهبة كبلسمٍ ناجع، فهي تُتيح لنا الخروج من قوقعة الذات، وتُذكرنا بأننا جزء من كلٍ أكبر.
كيف تُساعدنا الرهبة؟
- تُوسع دائرة انتمائنا: تُساعدنا الرهبة على إدراك اتصالنا بالآخرين، بالطبيعة، وبالقوى الكونية التي تحيط بنا.
- تُلهمنا الكرم: أظهرت دراسة أجريت عام 2014 أن الأشخاص الذين اختبروا شعور الرهبة كانوا أكثر ميلاً لمساعدة الآخرين والتطوع في أعمال الخير.
- تُعزز الإبداع والتفكير النقدي: تُحفز الرهبة عقولنا على التفكير بشكلٍ مُختلف، وتُشجعنا على البحث عن حلول إبداعية للمشاكل.
- تُخفف من التوتر: تُقلل الرهبة من مستويات هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتر، وتُساعد على تنظيم ضغط الدم.
اكتشف عجائب الدنيا من حولك
حدد عالم النفس داتشر كيلتنر ثمانية مصادر رئيسية للرهبة، أطلق عليها اسم “عجائب الدنيا الثمانية”:
- الجمال الأخلاقي: مثل مشاهدة شخص يُقدم المساعدة بسخاء، أو يتحدى الصعاب بشجاعة.
- التجمعات المُلهمة: مثل حضور حفل موسيقي، أو المشاركة في تظاهرة سلمية.
- عظمة الطبيعة: مثل تأمل غروب الشمس، أو سماع صوت الأمواج.
- سحر الموسيقى: سواءً كنت تستمع إليها أو تعزفها، فإن الموسيقى تُلامس الروح وتُتيح لنا التواصل مع عوالم أخرى.
- روعة الفنون البصرية: مثل اللوحات الفنية، والمنحوتات، والأفلام المُلهمة.
- الروحانيات: مثل التأمل، والصلاة، والتواصل مع قوة روحية عليا.
- دورة الحياة والموت: تُذكرنا هذه الدورة بمدى هشاشة الحياة، وتُلهمنا الامتنان لكل لحظة نعيشها.
- اكتشاف الذات: مثل الوصول إلى فهم أعمق لذواتنا، أو اكتشاف معنى جديد للحياة.
لا تنتظر حدوث أمرٍ استثنائي لتشعر بالرهبة، بل ابحث عنها في تفاصيل حياتك اليومية، في ابتسامة طفل، في جمال الطبيعة، في لحظة صفاء روحي. ففي كل شيء حولنا قصة تُلهمنا الرهبة وتُعيد إلينا التوازن.