دراسة حول الأشقاء واضطراب تعاطي الكحول
## تأثير الأخوة على سلوكيات شرب الكحول: هل هو “شريك في الجريمة” أم عامل وقائي؟
لطالما شغل الدور الذي يلعبه الأشقاء في حياة بعضهم البعض حيزًا هامًا في الدراسات النفسية والاجتماعية. وفي سياق متصل، أشارت دراسة حديثة أجرتها جامعة أوبورن وجامعة مينيسوتا إلى وجود علاقة وثيقة بين سلوكيات شرب الكحول لدى الأشقاء، مما يطرح تساؤلاً هامًا: هل يمكن اعتبار الأشقاء “شركاء في الجريمة” عندما يتعلق الأمر بتعاطي الكحول؟
كشفت الدراسة، التي شملت عينة من الأشقاء بفارق عمري يصل إلى خمس سنوات، بما في ذلك الأشقاء بالتبني والبيولوجيين، أن سلوكيات الشرب لدى الأخ الأكبر قد تؤثر بشكل كبير على سلوكيات الشرب لدى الأخ الأصغر. ولكن، لم يلاحظ التأثير العكسي إلا في حالة الأشقاء ذوي العلاقة الوثيقة والذين لا يفصل بينهم فارق عمري كبير.
وتعليقًا على هذه النتائج، أكد الباحثون على أهمية تضمين العامل “الأخوي” في برامج علاج إدمان الكحول، لا سيما في مرحلة المراهقة التي تعتبر فترة حرجة في تشكيل السلوكيات. ففي حال كان الأخ الأكبر يمتنع عن شرب الكحول، فإن ذلك قد يشكل عامل وقاية للأخ الأصغر ويحميه من الانخراط في سلوكيات ضارة. وعلى النقيض من ذلك، فإن شرب الكحول بشكل مفرط من قبل الأخ الأكبر قد يؤثر سلبًا على سلوكيات شرب الأخ الأصغر، خاصةً في السنوات الأولى من سن البلوغ.
ورغم أن الدراسة قدمت نتائج هامة، إلا أنها اقتصرت على عينة من الأشخاص ذوي الأصول البيضاء والآسيوية. ولعل إجراء دراسات مستقبلية تشمل فئات عرقية أخرى سيساهم في تقديم صورة أكثر شمولية حول تأثير العامل “الأخوي” على سلوكيات شرب الكحول.