أخبار علم النفس

ثلاث ضربات وأنت خارج

##⁤ ثلاث هفوات و تنتهي اللعبة: متى تُصبح الأخطاء⁣ انعكاسًا للشخصية؟

عندما نُخطئ في حق أحدهم، ​أو نتعرض لموقفٍ مُحرج،⁣ غالبًا ⁤ما نتساءل: هل الخطأ فعلاً فينا؟⁣ أم أنَّ الظروف هي التي دفعتنا لذلك؟

لنأخذ مثالًا بسيطًا: تخيّل أنك شاهدتَ فيديو لشخصٍ ‍يُخطئ في اسم رئيس ⁢دولته خلال مقابلةٍ تلفزيونية. هل ستحكم ⁤عليه مباشرةً بأنه جاهل؟ أم أنك ستُرجّح​ أنَّه تعرّض لضغطٍ نفسي جعله ​يُخطئ؟

الأمر ذاته ينطبق على تفسير أخطائنا الشخصية. فمثلًا، لو نسيتُ هاتفي في المقهى، هل⁢ يعني ذلك أنني شخصٌ ​ سيء الذاكرة؟ ⁣أم أنَّ انشغالي ​في ذلك اليوم هو السبب؟

للإجابة على هذه التساؤلات، يلجأ عقلنا لتحليل ⁤ الأنماط. أحد ⁤هذه ⁣الأنماط هو النظر إلى مدى شيوع هذا الخطأ. فالأخطاء الشائعة، التي يقع ‍ فيها الجميع تقريبًا، غالبًا ​ما‌ تُفسَّر بأنها نتيجةً‍ للظروف.‌ فمثلًا، نسيان مواعيد الاجتماعات ​أمرٌ شائع، ‍ ولا يُعَدّ دليلًا على قصورٍ في الشخصية.

أما الأخطاء النادرة، أو التي تُعتبر ‌مُخالفةً ⁢ للعُرف ⁣ والمألوف، فغالبًا ما تُفسَّر بأنها جزءٌ من شخصية صاحبها. فلو ⁤ قام ‍ شخصٌ ​ بإهانة‍ زميله‌ أمام الجميع دون سببٍ واضح، ⁣فمن ‍ ‍الطبيعي أن يُنظر ⁣إليه بأنه ⁢ عدواني ⁣أو سيء الطباع.

هناك نمطٌ آخر يُساعدنا في تفسير الأخطاء، وهو تكرارها.⁤ فكلما تكرر الخطأ من الشخص ذاته، زاد الاعتقاد ​‍ بأنه جزءٌ‌ من‌ سلوكه وطباعه. فلو ‍تكرر نسيان الهاتف من ​الشخص ذاته عدة ‍ مرات، ⁣ ⁤فمن الطبيعي أن يُنظر ‌إليه بأنه ⁣ شديد ‍ النسيان.

في النهاية،⁢ تتضافر ​ هذه العوامل لتُحدد كيفية تفسيرنا ⁤ للأخطاء. وغالبًا ما ⁢تكون ثلاث مرات ⁢ هي النقطة الفاصلة. فبعد ثلاث هفوات ⁤ متكررة، يُصبح‍ ‍من⁤ الصعب ⁣إيجاد ‌ أعذار، ويُصبح الخطأ​ ⁤انعكاسًا ⁤ ⁤للشخصية وسلوكها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock