تفسير أسطورة نرجس
## بين صدى الذات وعبث النرجسية: رحلة في دروب أسطورة إيكو ونارسيس
لطالما أسرتني حكاية إيكو ونارسيس، تلك الأسطورة الإغريقية الخالدة التي تحمل في طياتها دروسًا بليغة عن الحب، والغرور، والهوية.
تدور أحداث الأسطورة، كما رواها الشاعر الروماني أوفيد، حول نارسيس، الفتى فائق الجمال، والحورية إيكو، التي وقعت أسيرة حبه. لكن نارسيس، المغرور بنفسه، لم يكترث لمشاعرها، بل تسبب لها بالألم والعذاب.
لوحة “نرجس” للفنان كارافاجيو (حوالي 1598)
المصدر: ويكيميديا كومنز/كارافاجيو/المجال العام.
ولعلّ أبرز ما يلفت الانتباه في هذه الأسطورة هو التناقض الصارخ بين شخصيتي إيكو ونارسيس. فبينما تمثل إيكو رمزًا للتواضع والحب غير المشروط، يجسد نارسيس الغرور وحب الذات المفرط.
ولا يقتصر تفسير هذه الأسطورة على التحذير من الغرور وإيذاء مشاعر الآخرين، بل يتعداه إلى التأكيد على أهمية التوازن في حياتنا. فكما أن إفراط نارسيس في حب ذاته قاده إلى الهلاك، فإن افتقار إيكو للذات جعلها مجرد صدى باهت لمن حولها.
إنّ الرحلة الحقيقية في هذه الحياة تكمن في إيجاد التوازن بين حب الذات وتقديرها، وبين التواضع والتعاطف مع الآخرين.
ولعلّ في مقولة الشاعر جلال الدين الرومي ” اعرف نفسك تعرف ربك” إشارة عميقة إلى أهمية فهم ذواتنا كنقطة انطلاق لفهم العالم من حولنا.
فهل نتعلم من أسطورة إيكو ونارسيس ونعي خطورة التطرف في حب الذات أو نكرانها؟
للمزيد من التأملات حول الأساطير ومعانيها، يمكنكم قراءة كتابي معنى الأسطورة.