تظهر الدراسة أننا نحكم على العنف السياسي بشكل مختلف بناءً على الانتماء الحزبي للضحية
## هل يؤثر انتماؤك السياسي على نظرتك للعنف؟
في ظل تصاعد حدة التجاذبات السياسية حول العالم، وخاصةً في الولايات المتحدة، تبرز تساؤلات هامة حول تأثير الانتماء السياسي على نظرتنا للعنف. هل يمكن أن يؤثر انتماؤنا الحزبي على حكمنا على الأحداث العنيفة؟
دراسة جديدة نشرت في مجلة *أبحاث السياسة الأمريكية* تناولت هذه القضية، وكشفت نتائجها عن تأثيرٍ واضح للتحيز الحزبي على ردود فعل الأفراد تجاه العنف السياسي.
أشارت الدراسة إلى أن الأفراد يميلون لتفضيل عقوبات أشد صرامة على مرتكبي العنف السياسي عندما يكون الضحايا منتمين لنفس انتمائهم السياسي، بينما يتراجع هذا الميل بشكل ملحوظ عندما يكون الضحايا منتمين لجماعات سياسية منافسة.
أجريت الدراسة على عينة من 342 طالبًا جامعيًا، حيث تم عرض سيناريوهات تحاكي أحداث عنف سياسي، مع تغيير انتماء ضحايا العنف السياسي في كل سيناريو.
كشفت النتائج أن مشاعر القلق لعبت دورًا محوريًا في تعزيز هذا التحيز، حيث أظهر المشاركون مستويات قلق أعلى عند تعرض ضحايا من نفس انتمائهم السياسي للعنف، مما أثر على رغبتهم في فرض عقوبات أشد.
وتفتح هذه الدراسة الباب أمام تساؤلات هامة حول كيفية ضمان العدالة وسيادة القانون في ظل التحيزات السياسية المتزايدة. فكيف يمكننا كمجتمعات أن نبني مؤسسات وسياسات تضمن التعامل مع العنف السياسي بموضوعية وحيادية، بعيدًا عن التأثيرات السياسية؟
يُذكر أن هذه الدراسة اعتمدت على عينة محددة من طلاب الجامعات، مما يستدعي إجراء مزيد من البحوث على فئات مجتمعية مختلفة لتأكيد نتائجها وتعميمها.