إلى من يخفف من حدة نوبتي الفصامية التالية
إلى من سيخفف من حدة نوبتي الفصامية القادمة: ٥ أمور أودّ لو تعلمها
لم يكن تصفح مواقع التواصل الاجتماعي ضمن مخططي لذلك الصباح. استيقظت في شقتي المتواضعة بمنطقة خليج سان فرانسيسكو، أعددت قهوتي، وجلست إلى مكتبي لأبدأ العمل على مشروعٍ ذي موعد نهائيّ ضيق. لم يكن لديّ وقتٌ أضيّعه.
لكن، لم أرَ بأسًا في إلقاء نظرة خاطفة على LinkedIn…
كادت قهوتي أن تسقط من يديّ وأنا أقرأ المنشور المُثبت أعلى صفحتي على فيسبوك: “وُجّهت نداءات استغاثة من الشاب وين روزاريو، 19 عامًا، الذي كان يمرّ بأزمة نفسية حادة. فتدخلت الشرطة وأردته قتيلاً أمام عائلته.”
اجتاحتني فكرة واحدة مُرعبة: “كان من الممكن أن أكون مكانه.”
أعيش مع اضطراب فصامي عاطفي ثنائي القطب (مزيج من الفصام واضطراب ثنائي القطب)، وأحد أكبر مخاوفي هو أن أُقتل أثناء أزمة نفسية. غالبًا ما يتم التعامل مع هذه الأزمات من قبل أشخاص غير مدربين يلجأون إلى القوة. ولهذا السبب، فإن الأشخاص الذين يمرون بأزمات نفسية هم أكثر عرضة للقتل على يد الشرطة بـ 16 مرة مقارنةً بغيرهم من المدنيين الذين توقفهم قوات إنفاذ القانون.
إن قصصًا مثل قصة وين روزاريو هي ما دفعتني لقضاء الأشهر السبعة الماضية في تطوير دورة تدريبية جديدة عبر الإنترنت بعنوان “الحد من تصعيد أزمات الصحة النفسية من منظور تجربة شخصية”. فبعد مسيرة مهنية قضيتها في تدريس أساليب التهدئة، وبعد أن مررت بتجارب شخصية كطرفٍ محتاجٍ للمساعدة، أصبحتُ مدركًا لما هو فعال وما هو غير ذلك. أجمع في هذه الدورة بين استراتيجيات التهدئة القائمة على الأدلة وتجربتي الشخصية، سعيًا لجعل العالم مكانًا أكثر أمانًا وتفهمًا.
إلى كل من سيخفف من حدة نوبتي الفصامية القادمة، إليك خمسة أمور أودّ لو تعلمها:
١. لستُ بصدد إيذائك.
على الرغم من الصورة النمطية الشائعة التي تصوّر المصابين بأمراض عقلية على أنهم أشخاصٌ خطرون وعدوانيون، إلا أن الأبحاث تُظهر أن الناس يبالغون في تقدير خطورة المرضى النفسيين. صحيح أن الأبحاث في هذا المجال تُظهر نتائج متباينة، إذ تعتمد الدراسات على عينات سكانية مختلفة وتعريفات متباينة للعنف والمرض العقلي. لكنّ الإجماع العام هو أن الغالبية العظمى من المصابين بأمراض عقلية خطيرة ليسوا بالضرورة أشخاصًا عنيفين. وبينما تُظهر بعض الدراسات وجود علاقة بين العنف والمرض العقلي، تُشير دراسات أخرى إلى عدم وجود علاقة على الإطلاق. ويرجع ذلك جزئيًا إلى أننا، بسبب سوء فهم حالتنا، نكون أكثر عرضة بـ 14 مرة لأن نكون ضحايا للعنف بدلاً من أن نكون الجناة.
عندما يخشى المتدخلون على سلامتهم، يلجؤون إلى استخدام القوة المفرطة. وهذا ما حدث معي تمامًا أثناء أول نوبة هوس وذهان حادة مررت بها.
كنت أسير جيئة وذهابًا على سلم مستشفى سان فرانسيسكو العام، أردد كلمات أغنية راب. وفجأة، هاجمني ضباط الشرطة من الخلف، طرحوني أرضًا، واقتادوني مكبل اليدين إلى وحدة الصحة النفسية. أعتقد أنهم استخدموا القوة المفرطة لأنهم اعتبروني شخصًا خطيرًا. لكن في الحقيقة، لم تكن لديّ أيّة ميول عنيفة.
إذا رأيتَ شخصًا مثلي يمرّ بنوبة ذهان، فكّر جيدًا في خياراتك. بدلاً من اللجوء إلى القوة، حاول التعاطف والتواصل والتعاون. ستكون فرص