أخبار علم النفس

لماذا لا يتعلم الطلاب وماذا يمكننا أن نفعل حيال ذلك

## هل التعليم في خطر؟ إعادة التفكير في أساليبنا بعد الجائحة

لطالما اعتبرت نفسي، ​كأستاذ جامعي لأكثر من ‌عقدين، حاملًا لواء الدقة الأكاديمية. كنت أفتخر‍ بتقديم تعليم غني بالمعرفة⁢ والمهارات ⁣لطلابي،⁣ تعليم يستحقون كل درهم دفعوه. ‍لكن مع ‌عودة ⁢التعليم الحضوري في عام 2022، بعد عامين من التعليم عن بُعد، وجدت نفسي أمام واقع ⁤جديد⁤ صادم.

لم تعد قاعاتي‌ الدراسية⁢ تعج بالحياة والنشاط كما كانت عليه من قبل. أصبحت المقاعد شاغرة، والغياب متكررًا، ⁢وأعذار ‌الطلاب​ متكررة، غالبًا ما تكون “مريضًا” دون أدنى اكتراث بإرسال‌ عذر رسمي. أما الحاضرون، فكانوا⁤ غارقين ⁤في هواتفهم، غير مكترثين ​بما‌ يدور حولهم. حتى أساليب التقييم التي⁣ لطالما اعتمدت عليها – الاختبارات ⁣القصيرة، والامتحانات، والواجبات، والمشاريع – بدت وكأنها تفقد فعاليتها. نتيجة⁤ لذلك، انخفض مستوى الطلاب بشكل غير مسبوق، وتراجعت تقييماتي ⁤إلى أدنى‌ مستوى في مسيرتي المهنية. ⁢ كانت تعليقات الطلاب لاذعة، حتى أن أحدهم وصفني بـ ​”السيء” لمطالبته بتقديم عذر طبي! وكأن قواعد الالتزام والصدق الأكاديمي أصبحت من مخلفات الماضي!

أزمة ⁢حقيقية أم⁢ مجرد أعذار واهية؟
بدلاً من إلقاء اللوم على الطلاب، قررت⁤ البحث عن إجابات. ⁢ كيف يمكنني تحويل هذا الفشل ‍إلى نجاح؟ قضيت صيف عام 2023 أبحث‌ في الدراسات والأبحاث، وأستشير زملائي المعلمين. ​ والمفاجأة؟ ‌ لم‌ أكن وحيدًا! فقد ⁤ واجه أستاذ الكيمياء العضوية في جامعة نيويورك، مايتلاند⁤ جونز، مصيرًا مماثلًا. تم فصله بعد أن قدم طلابه ‌عريضة يشكون فيها‌ من ​صرامة أسلوبه في التدريس، على الرغم من أنه كان⁤ يدرس بنفس الطريقة منذ سنوات!

بينما أثار هذا الحادث ⁣انتقادات واسعة⁤ حول تراجع المعايير الأكاديمية،​ إلا أنني وجدت أن للطلاب أيضًا مبرراتهم، مدعومة بدراسات حديثة حول الآثار النفسية⁢ للعزلة التي فرضتها الجائحة. ‌ فقد ⁢أظهرت ⁤دراسة أجريت في ولاية أوهايو أن مستويات القلق لدى الأطفال تضاعفت أربع⁢ مرات بسبب ⁤العزلة الاجتماعية (1). ‌ وأكدت دراسات⁣ أخرى أن اضطرابات الحياة الطبيعية والشعور⁤ بالوحدة أديا إلى معاناة شريحة واسعة من الطلاب من مشاكل نفسية، مثل القلق، والتوتر، ​وتقلب المزاج، وحتى الاكتئاب (2). ‍بل إن ⁤القلق وحده أثر على 33% ⁢من الأطفال (3)! لقد كشفت الجائحة عن أزمة صحة عقلية غير مسبوقة.

وكان ​الطلاب‍ الدوليون، المنفصلين‌ عن عائلاتهم وأصدقائهم، ⁣الأكثر تضررًا. فإلى جانب الحواجز اللغوية والصدمة الثقافية، واجهوا صعوبات مالية وسياسات⁣ تعليمية غير ملائمة (4). ​​ كل هذه العوامل‍ مجتمعة شكلت عائقًا ⁤كبيرًا أمام تحصيلهم ​العلمي.

لكن الخبر السار هو أن الإنسان بطبيعته مرن ‌وقادر ‍على⁢ التكيف. فقد أظهرت دراسة ‌أجرتها جامعة هايدلبرغ‌ الألمانية انخفاضًا ​ملحوظًا في مستويات التعاسة لدى الطلاب بعد تسعة أشهر من انتهاء الق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock