كيف يمكن تفسير انسحاب الرئيس بايدن من السباق الانتخابي؟
هل يُخفي الإعلام تدهورًا إدراكيًا للرئيس بايدن؟
انتشرت في الآونة الأخيرة تكهناتٌ إعلامية حول إمكانية إخفاء الإدارة الأمريكية لتدهورٍ إدراكي مُحتمل للرئيس جو بايدن. ويرى البعض أن هذه الادعاءات ما هي إلا مناورات سياسية تهدف إلى تشويه صورة نائبته كامالا هاريس، أو صرف الأنظار عن حملة ترامب الانتخابية.
ولكن هل يُعقل فعلاً وجود تستر كهذا؟ وهل كان بالإمكان خداع الجمهور حتى مناظرة 27 يونيو المُخيّبة للآمال، والتي بدا فيها بايدن مُرتبكًا ومترددًا؟
في الحقيقة، إن فكرة التستر غير منطقية، وإليكم الدلائل:
1. لو كان المقربون من بايدن على دراية بتدهور حالته، لما سمحوا له بالمشاركة في المناظرة.
شكّلت مناظرة 27 يونيو نقطة تحوّل، حيث لاحظ الجمهور والإعلام على حدٍ سواء تلعثم بايدن وصعوبة تذكّره لبعض المعلومات. وقد بدت عليه علامات الشيخوخة والتعب، والتي لاحظناها أيضًا على ترامب (78 عامًا) في مواقف عديدة.
ولو كانت هناك محاولة حقيقية لإخفاء تدهور بايدن، لكان من الأجدر انسحابه من المناظرة بذريعةٍ منطقية. ولكن بدلاً من ذلك، تم إعداده للمشاركة، مما يُضعف فرضية التستر.
2. الشيخوخة لا تسير بخطٍ مستقيم، بل قد تتخللها فترات صعود وهبوط.
من الطبيعي أن نرى كبار السن في حالة جيدة في يومٍ ما، ثم يُعانون من صعوبات في اليوم التالي. فالتقدم في العمر قد يتضمن تراجعًا مفاجئًا في بعض الأحيان.
وبما أننا لا نرى بايدن بشكلٍ يومي، فقد تبدو التغييرات التي تطرأ عليه صادمة. كما أن قلة النوم، واضطراب الروتين، والإرهاق - وهي عوامل ذكرتها المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير- تُفاقم من هذه التغييرات.
3. عمر بايدن وحكمته هما ما دفعاه لوضع مصلحة البلاد فوق طموحه الشخصي.
أشارت العديد من المصادر إلى أن قرار بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي لم يكن سهلًا، وأنه جاء بعد نقاشاتٍ صريحة وصعبة. وقد اتخذ قراره في النهاية مُدركًا أن فرص فوزه أصبحت ضئيلة، ومُفضّلًا مصلحة البلاد على طموحه الشخصي.
إن هذا القرار ينمّ عن نضجٍ وحكمة، وهي صفاتٌ تُكتسب مع التقدم في العمر.