كيف تتحكم بمشاعرك السلبية أمام أطفالك؟
كآباء وأمهات، نواجه جميعًا تلك اللحظات التي نشعر فيها بالإحباط أو الغضب تجاه أطفالنا. نشعر وكأننا نفقد السيطرة، وأن الأمور تخرج عن مسارها. لكن من المهم أن نتذكر أن أطفالنا لا يتذكرون دائمًا ما نقوله، بل يتذكرون كيف تصرفنا في تلك اللحظات الصعبة.
يشكل هذا ضغطًا كبيرًا علينا، أليس كذلك؟
في كثير من الأحيان، نعلّم أطفالنا مهارات تنظيم الانفعالات من خلالنا، من خلال كيفية تعاملنا مع مشاعرنا القوية وكيفية تصرفنا في المواقف الصعبة.
بالتأكيد، لن نكون دائمًا مثالًا مثاليًا. لكن يمكننا أن نتعلم كيف نهدئ أنفسنا عندما نشعر بالإحباط، وكيف نتعامل مع هذه المشاعر، وكيف نتحدث إلى أنفسنا وإلى الآخرين. هذه اللحظات بمثابة فرص ثمينة لتعليم أطفالنا، وللمساعدة في تهدئة أنفسنا أيضًا.
إليك 7 نصائح للتعامل مع الإحباط والغضب أمام أطفالك:
1. عبر عن مشاعرك بصراحة
قد يعتقد البعض أن مشاركة مشاعرنا مع أطفالنا تخلق نوعًا من الاعتماد المتبادل، حيث يشعرون بالمسؤولية أو الإرهاق بسبب مشاعرنا.
هناك توازن في هذا الأمر. فنحن نريد أن نكون حذرين في عدم إغراق أطفالنا بمشاعرنا القوية أو تحميلهم فوق طاقتهم. ولا نريد أن نجعلهم يشعرون بأنهم مسؤولون عن سعادتنا أو أن سلوكهم هو سبب تعاستنا.
لكن من المهم أيضًا أن نشارك مشاعرنا لأنها جزء من حقيقتنا في تلك اللحظة. أطفالنا أذكياء ويلاحظون لغة جسدنا وتعبيراتنا. يشكل التواصل غير اللفظي حوالي 70% من التواصل، وهو يؤثر على أطفالنا أكثر من الكلمات.
عندما نعبر عن مشاعرنا بوضوح، فإننا نساعد أطفالنا على فهم مشاعرهم الخاصة وعدم الخلط بينها وبين مشاعرنا. فالأطفال، خاصة الصغار، يميلون إلى ربط الأحداث من حولهم بأنفسهم. قد يعتقد الطفل أن غضب والدته سببه هو، وأنه ارتكب خطأ ما وأصبح طفلًا سيئًا.
لا يمكننا بالطبع التحكم الكامل في مشاعر أطفالنا أو منعهم من الشعور بالخجل أو الذنب.
لكن يمكننا مساعدتهم على فهم العالم من حولهم، وفهم أنفسهم وعلاقتهم بنا بشكل أفضل، من خلال التعبير عن مشاعرنا بصدق.
يمكنكِ مثلًا أن تقولي: “أنا أشعر بالإحباط الآن” أو “أنا متوترة قليلًا”. مجرد التعبير عن مشاعركِ بهذه الطريقة يرسل رسالة قوية لأطفالكِ.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التعبير عن مشاعركِ يساعد أطفالكِ على تعلم كيفية التعبير عن مشاعرهم، وهي خطوة أساسية في تنمية الذكاء العاطفي. فلكي نتمكن من التعامل مع مشاعرنا والتواصل مع الآخرين بشكل فعال، يجب علينا أولًا أن نكون مدركين لها وقادرين على تسميتها.
سيتعلم أطفالنا دروسًا قيمة من خلال مراقبة كيفية تعاملنا مع مشاعرنا. وببساطة، فإن تسمية مشاعرنا في الوقت الحالي يمكن أن يساعدنا على تنظيم أنفسنا بشكل أفضل.
2. صف كيف تشعر بهذه المشاعر في جسدك
هذه نقطة مهمة جدًا تتعلق بالذكاء العاطفي. فمن السهل علينا تسمية مشاعرنا، لكن الأمر يصبح أكثر عمقًا عندما نستطيع أن نلاحظ كيف تؤثر هذه المشاعر على أجسادنا.
هذه مهارة تتطلب الممارسة. يمكنكِ مثلًا أن تقولي:
- “أنا أشعر بالإحباط، أشعر بتوتر في جسدي، وأشعر بتسارع دقات قلبي، وأشعر أيضًا ببعض العرق.”
راقبي ما يحدث في جسدكِ عند الشعور بمشاعر قوية، ثم قومي بوصفها لطفلكِ. ستكون هذه فرصة رائعة ليتعلم كيف يلاحظ التغيرات الجسدية التي تصاحب مشاعره هو أيضًا. وهذا يفتح الباب أمام العديد من النقاشات الشيقة حول كيفية تأثير المشاعر على أجسادنا.
3. حدد احتياجاتك
حدد ما تحتاجه في تلك اللحظة. هل تحتاج إلى بعض الوقت الهادئ لتهدئة نفسك؟ هل تحتاج إلى مساعدة من شريكك؟ هل تحتاج فقط إلى أن تأخذ نفسًا عميقًا وتعيد تقييم الموقف؟
بمجرد تحديد احتياجاتك، عبر عنها لأطفالك بطريقة مناسبة لعمرهم. يمكنكِ مثلًا أن تقولي:
- “أنا بحاجة إلى بضع دقائق لأهدأ. سأذهب إلى غرفتي لأقرأ كتابًا، وسأعود بعد قليل.”
- “أنا متعبة جدًا الآن، هل يمكنكِ مساعدتي في ترتيب الألعاب؟”
من خلال التعبير عن احتياجاتكِ، فإنكِ تعلم أطفالكِ أهمية الاستماع إلى أنفسهم وتلبية احتياجاتهم الخاصة.
4. لا تخف من الاعتذار
جميعنا نخطئ، والتعامل مع أطفالنا بلحظات الغضب أو الإحباط ليس استثناءً. إذا تصرفتِ بطريقة تندمين عليها، فلا تترددي في الاعتذار لطفلكِ.
اشرحي له أنكِ أخطأتِ، وأنكِ تعملين على تحسين سلوككِ. سيقدر طفلكِ صدقكِ، وسيتعلم منكِ أهمية تحمل مسؤولية أخطائنا.
5. ركز على الحلول
بدلًا من التركيز على سلوك طفلكِ السلبي، حاولي توجيه طاقتكِ نحو إيجاد حلول للمشكلة. اسألي نفسكِ: “ما الذي يمكنني فعله لمساعدة طفلي على التعامل مع هذا الموقف بشكل أفضل في المرة القادمة؟”
على سبيل المثال، إذا كان طفلكِ يبكي لأنه لا يريد الذهاب إلى النوم، فبدلًا من الصراخ عليه، حاولي تهدئته وقراءة قصة له قبل النوم.
6. اعتني بنفسك
من الصعب التحكم في انفعالاتنا عندما نكون متعبين أو مجهدين. لذلك، من المهم أن تعتني بنفسكِ جسديًا وعاطفيًا. احصلي على قسط كافٍ من النوم، وتناولي طعامًا صحيًا، ومارسي الرياضة بانتظام، واخصصي بعض الوقت للاسترخاء.
عندما تعتني بنفسكِ، فإنكِ تصبحين أكثر قدرة على التعامل مع ضغوط الحياة اليومية، بما في ذلك التحديات التي تواجهينها كأم.
7. لا تترددي في طلب المساعدة
إذا كنتِ تواجهين صعوبة في التحكم في غضبكِ أو إحباطكِ، فلا تترددي في طلب المساعدة من أخصائي نفسي. يمكنه مساعدتكِ على فهم مشاعركِ وتطوير استراتيجيات فعالة للتعامل معها.
تذكري أن طلب المساعدة ليس علامة ضعف، بل هو علامة قوة ورغبة في أن تصبحي أفضل نسخة من نفسكِ.
كيف تتعامل مع غضب طفلك وإحباطه كوالد؟
كآباء، نواجه جميعًا تلك اللحظات التي ينفجر فيها غضب أطفالنا وإحباطهم، مما يتركنا في حيرة من أمرنا بشأن كيفية التعامل مع الموقف. لكن ماذا لو أخبرتك أن هناك طريقة للتعامل مع هذه المشاعر بطريقة صحية وفعالة، ليس فقط لأطفالك بل لأنفسكم أيضًا؟
في هذا المقال، سنستكشف ستة مفاتيح لفهم غضب طفلك وإحباطه بشكل أفضل، وكيفية مساعدته على التعامل مع هذه المشاعر بطريقة إيجابية.
1. تذكر أن طفلك ليس عدوك.
عندما يبدأ طفلك بالصراخ أو البكاء أو إلقاء الأشياء، من السهل أن تشعر وكأنك في معركة. ولكن تذكر أن طفلك ليس عدوك. إنه يُظهر مشاعره بطريقة هي الطريقة الوحيدة التي يعرفها.
بدلاً من اعتبار سلوكه هجومًا شخصيًا، حاول أن ترى الموقف من وجهة نظره. اسأل نفسك:
- ما الذي قد يشعر به طفلي الآن؟
- هل هناك شيء ما يضايقه أو يخيفه؟
- هل هناك طريقة يمكنني من خلالها مساعدته على الشعور بالأمان والراحة؟
2. تواصل مع طفلك على مستوى عاطفي.
عندما يكون طفلك غاضبًا أو محبطًا، فإن إلقاء المحاضرات أو إعطاء الأوامر لن يكون فعالًا. بدلاً من ذلك، ركز على التواصل معه على مستوى عاطفي.
انزل إلى مستواه، وانظر في عينيه، واستخدم نبرة صوت هادئة ولغة جسد لطيفة. أخبره أنك تفهم مشاعره، حتى لو كنت لا توافق على سلوكه. على سبيل المثال، يمكنك أن تقول: “أرى أنك غاضب جدًا الآن. أتفهم أن هذا محبط.”
3. طبيع مشاعر الغضب.
كثيرًا ما نُعلّم أطفالنا كبت مشاعرهم، خاصةً الغضب. نقول لهم “لا تغضب”، “الغضب سلوك سيء”. ولكن الغضب هو شعور طبيعي وصحي، تمامًا مثل السعادة أو الحزن.
من المهم أن نُظهر لأطفالنا أن التعبير عن الغضب بطريقة صحية أمر مقبول. علمهم كيفية التعبير عن غضبهم بالكلمات، أو من خلال الرسم، أو من خلال ممارسة الرياضة، أو من خلال أي نشاط آخر يساعدهم على تفريغ طاقتهم السلبية بطريقة إيجابية.
4. ابحث عن الاحتياجات والمشاعر الكامنة وراء الغضب.
في كثير من الأحيان، يكون الغضب هو قناع لمشاعر أخرى، مثل الحزن أو الخوف أو الإحباط. عندما يكون طفلك غاضبًا، حاول أن تنظر إلى ما وراء سلوكه السطحي.
اسأله أسئلة مفتوحة مثل: “ما الذي يجعلك تشعر بهذه الطريقة؟” أو “هل هناك شيء ما يزعجك؟” ساعده على فهم مشاعره وتسميتها.
### 5. كرر أن جميع المشاعر مقبولة.
من المهم أن نُظهر لأطفالنا أن **جميع مشاعرهم مقبولة**، حتى المشاعر السلبية. عندما يشعر طفلك بالغضب أو الإحباط، لا تحاول أن تُقلل من شأن مشاعره أو أن تُشعره بالسوء حيالها.
بدلاً من ذلك، أخبره أنك تحبه وتقبله بغض النظر عن شعوره. ساعده على **فهم أن المشاعر مؤقتة**، وأنها ستتغير بمرور الوقت.
6. كن قدوة حسنة في التعامل مع مشاعرك.
أفضل طريقة لتعليم أطفالك كيفية التعامل مع مشاعرهم هي أن تكون قدوة حسنة لهم. أظهر لهم كيف تعبر عن مشاعرك بطريقة صحية.
على سبيل المثال، إذا كنت تشعر بالإحباط، فقل بصوت عالٍ: “أنا أشعر بالإحباط الآن، لكنني أعرف أن هذا الشعور سيمر.” ساعدهم على فهم أن المشاعر تأتي وتذهب، وأن هناك طرقًا صحية للتعامل معها.
تذكر أن **التعامل مع غضب طفلك وإحباطه** هو رحلة، وليست وجهة. ستكون هناك أوقات تشعر فيها بالإحباط والتحدي. ولكن من خلال التحلي بالصبر والتفهم، يمكنك مساعدة طفلك على تطوير مهارات صحية للتعامل مع المشاعر، مما سيفيده طوال حياته.
كيف تُسيطر على غضبك وإحباطك كوالد؟
كآباء، نواجه العديد من المواقف المُحبطة التي تُثير غضبنا، وخاصةً مع أطفالنا. فكيف نُسيطر على مشاعرنا السلبية ونُعلّم أطفالنا كيفية التعامل معها؟
إليكم ٧ نصائح عملية:
١. تحديد المشاعر:
بدلاً من قول “أنا غاضب!”، حاول أن تُحدد شعورك بدقة أكبر. فقد تكون مُحبطًا، أو مُرهقًا، أو قلقًا.
٢. ربط المشاعر بالتغيرات الجسدية:
علّم طفلك أن يُدرك التغيرات الجسدية التي تصاحب كل شعور. فمثلاً، هل يتسارع نبضك عند الغضب؟ هل تشعر بثقل في معدتك عند الخوف؟
٣. التعبير عن المشاعر بطريقة صحية:
بدلاً من الصراخ أو العُنف، شجع طفلك على التعبير عن غضبه بطرق صحية، مثل الرسم، أو الكتابة، أو ممارسة الرياضة.
٤. أخذ قسط من الراحة:
عندما تشعر بالغضب، خُذ نفسًا عميقًا، واشرب كوبًا من الماء، أو مارس بعض تمارين الاسترخاء.
٥. مُشاركة طفلك مشاعرك:
تحدث مع طفلك عن مشاعرك وكيفية تعاملك معها. فمثلاً، قل له: “أنا أشعر بالإحباط الآن، لذلك سآخذ قسطًا من الراحة لأهدأ.”
٦. تطبيع المشاعر السلبية:
ذكّر طفلك أن جميع الناس يشعرون بالغضب والإحباط، فهي مشاعر طبيعية.
٧. التركيز على المشاعر الإيجابية:**
لا تنسَ أن تُشارك طفلك مشاعرك الإيجابية أيضًا. فمثلاً، عندما تشعر بالسعادة، قل له: “أنا سعيد جدًا الآن، لأننا سنقضي وقتًا ممتعًا معًا.”
تذكّر أن السيطرة على الغضب والإحباط مهارة تُكتسب بالتدريب. كن صبورًا مع نفسك ومع طفلك، وستجدون معًا طرقًا صحية للتعبير عن مشاعركم.
لا تتردد في طلب المساعدة:**
إذا كنت تواجه صعوبة في السيطرة على غضبك أو مساعدة طفلك على التعامل مع مشاعره، لا تتردد في طلب المساعدة من مُختص نفسي.
مع تمنياتي لك بحياة أسرية سعيدة وهادئة!
الدكتورة ياسمين
هل أعجبك المقال؟ لا تنسَ مشاركته مع أصدقائك!