قرار التواصل مع الأشقاء المرتبطين بالمتبرع
هل أتواصل مع أشقاء طفلي من متبرع؟ رحلة اكتشاف الذات في عالم التبرع بالأمشاج
كثيراً ما أُسأل عن التواصل مع الأشقاء من متبرع، خاصةً من قبل آباء اختاروا التبرع بالأمشاج لبناء أسرهم. متى يكون الوقت مناسباً للتواصل؟ وهل هو ضروري أصلاً؟ في عالم مليء بالأسئلة حول الهوية والتواصل البشري، تصبح هذه التساؤلات أكثر إلحاحاً.
في الماضي، كان مفهوم “عدم الكشف عن الهوية” هو السائد في عالم التبرع بالأمشاج. لكن مع تطور التكنولوجيا وظهور اختبارات الحمض النووي المباشرة للمستهلك، أصبح من الصعب الحفاظ على هذه السرية. أضف إلى ذلك الدراسات التي تؤكد على فوائد الإفصاح المبكر للأطفال عن أصولهم، نجد أنفسنا أمام تحول كبير في المفاهيم التقليدية.
لكن يبقى السؤال: هل التواصل مع الأشقاء من متبرع مختلف عن التواصل مع المتبرع نفسه؟ تشير الدراسات إلى أن العلاقات بين الأشقاء من متبرع غالباً ما تكون أقل تعقيداً. فبينما قد تتراوح مشاعر الطفل تجاه المتبرع بين الشعور بالقرب والغربة، تبدو العلاقات بين الأشقاء أكثر بساطة وعفوية.
في كتابها “العائلة المختارة”، تشاركنا الكاتبة كيارا راي شوه تجربتها الشخصية مع رغبتها في التواصل مع أشقائها من متبرع. وتؤكد على أهمية احترام مشاعر جميع الأطراف، فقد لا يشعر جميع الأطفال بنفس الحماس لفكرة التواصل مع أقاربهم الجينيين.
**متى يكون الوقت مناسباً للتواصل؟**
في كتابها “عائلات عشوائية”، تستعرض روزانا هيرتز التجارب المختلفة للعائلات التي اختارت التواصل مع أشقاء أطفالهم من متبرع. وتؤكد على أن توقيت التواصل يختلف من عائلة لأخرى، فبعضهم يفضل التواصل منذ الصغر، بينما يرى آخرون أن القرار يعود للطفل نفسه عندما يكبر.
من المهم أن نتذكر أن المشاعر تتغير مع مرور الوقت. فالعلاقة التي تبدو قوية في البداية قد تتلاشى مع مرور الزمن، والعكس صحيح. وتلعب عوامل مثل المرحلة العمرية والثقافة والدين دوراً مهماً في تشكيل هذه العلاقات.
في الختام، لا توجد إجابة واحدة صحيحة لسؤال التواصل مع الأشقاء من متبرع. فكل عائلة لها ظروفها وقيمها ورؤيتها الخاصة. ومع تطور الأبحاث وفهمنا لهذه العلاقات، يجب علينا أن نتحلى بالمرونة ونحترم اختلاف وجهات النظر.