تناول الطعام بهذه الطريقة دليل على الصحة العقلية الجيدة
تناول الطعام بوعي: مفتاح للصحة النفسية والجسدية
هل تساءلت يومًا عن العلاقة بين عاداتنا الغذائية وصحتنا النفسية؟ تشير الأبحاث الحديثة إلى وجود صلة وثيقة بينهما، وتحديدًا بين مفهوم “تناول الطعام بوعي” وانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب ومشاكل الصحة العقلية الأخرى.
“تناول الطعام بوعي” هو نهج بسيط ولكنه فعال، يعتمد على الاستماع إلى إشارات الجوع والشبع الطبيعية في الجسم. بدلاً من التقيد بأنظمة غذائية صارمة أو قواعد عشوائية، يركز هذا النهج على إعادة بناء علاقة صحية مع الطعام، حيث نأكل عندما نشعر بالجوع ونتوقف عندما نشعر بالشبع.
قد يبدو هذا المفهوم بديهيًا، بل فطريًا، فجميع الأطفال يولدون بهذه القدرة على تنظيم غذائهم بشكل طبيعي. لكن مع مرور الوقت، تتأثر نظرتنا للطعام بالعوامل الاجتماعية والثقافية، فنبدأ بتعلم قواعد صارمة حول ما يجب تناوله ومتى وكيف، مما قد يؤدي إلى اضطراب علاقتنا بالطعام.
أجريت دراسة حديثة شملت 1491 مراهقًا على مدى 8 سنوات، هدفت إلى فهم تأثير “تناول الطعام بوعي” على الصحة النفسية. وُجّهت للمشاركين أسئلة حول عاداتهم الغذائية، مثل: هل تتوقف عن تناول الطعام عند الشعور بالشبع؟ هل تثق بإشارات جسدك لمعرفة كمية الطعام التي تحتاجها؟
أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يمارسون “تناول الطعام بوعي” يميلون إلى الثقة بأجسادهم والاستماع لإشاراتها، مما ينعكس إيجابًا على صحتهم النفسية. فقد سجّل هؤلاء مستويات أقل من أعراض الاكتئاب، وزيادة في الرضا عن أجسادهم، وتحسّن في تقدير الذات، وانخفاض في نوبات الشراهة في تناول الطعام، بالإضافة إلى انخفاض في السلوكيات الغذائية غير الصحية.
وأشارت الدكتورة فيفيان هازارد، الباحثة الرئيسية في الدراسة، إلى أن هذه النتائج تنطبق على مختلف الفئات الاجتماعية والثقافية، مما يؤكد على أهمية “تناول الطعام بوعي” كنهج صحي للجميع.
لذا، بدلاً من الانجرار وراء الحميات الغذائية القاسية، دعونا نعود إلى الاستماع إلى حكمة أجسادنا ونعيد بناء علاقة صحية مع الطعام، فنحصد فوائد جمة على الصعيدين النفسي والجسدي.