كيفية التعامل مع نوبات الغضب لدى طفلك الصغير أو طفل ما قبل المدرسة: ما يجب أن تقوله وتفعله
هناك سؤالان مهمان أتلقاهما غالبًا من الآباء: “لماذا يقاوم طفلي الحديث عن مشاعره عندما يعاني من نوبة غضب؟” “كيف أتواصل مع طفلي عندما يعاني من هذه المشاعر الشديدة؟”
دعونا نتحدث عن كيفية التعامل مع نوبات الغضب التي تصيب طفلك الصغير أو طفل ما قبل المدرسة داخل وخارج اللحظة.
- السبب الذي يجعل طفلك يقاوم التحدث عن مشاعره أثناء نوبة الغضب هو أنه يشعر بالضعف الشديد في تلك اللحظة.
أريدك أن تتذكر موقفًا شعرت فيه بمشاعر قوية. هل ذهبت للتحدث إلى شخص ما على الفور؟ في بعض الأحيان قد تفعل ذلك، ولكن في أحيان أخرى قد ترغب في الحصول على مساحة ووقت لنفسك لمعالجة الأمر وفهمه.
في كثير من الأحيان، تكون الفكرة نفسها بالنسبة لأطفالنا. فالتحدث عن هذه المشاعر على الفور قد يشعرنا بالضعف الشديد.
عندما نمر بمشاعر قوية، يتم تنشيط جزء من دماغنا يسمى اللوزة الدماغية، وهو نظام الاستجابة للتوتر. وما لا يتم تنشيطه دائمًا هو الجزء من دماغنا الذي يسجل اللغة والتواصل حتى نتمكن من التحدث عنه. لذلك، غالبًا ما يكون من السابق لأوانه التحدث عن هذه المشاعر – إنه مبكر جدًا على المستوى المعرفي والعاطفي لأن طفلك الصغير أو طفل ما قبل المدرسة عاطفي وغير مستعد للتواصل أو معالجة مشاعره.
- نحن بحاجة إلى فحص دوافعنا خلال هذه اللحظات من المشاعر المكثفة.
في كثير من الأحيان، عندما نتعامل مع هذه المشاعر المكثفة، فإننا نقوم بتسمية هذه المشاعر ونحاول القيام ببعض التربية اللطيفة أو الإيجابية لجعلهم يتوقفون عن البكاء.
ما نحتاج أن نسأل أنفسنا عنه هو، “هل أقوم بتصنيف مشاعر طفلي لأنني أريد أن أراها وأتعاطف معها، أم أنني أقوم بتصنيف مشاعرها لأنني اشعر بالارهاق “وأنا بحاجة إلى أن يتوقف هذا؟”
حاول ألا تحكم على نفسك إذا كان هذا يتردد صداه في ذهنك، بل كن فضوليًا بشأنه. كن فضوليًا بشأن مشاعرك عندما يشعر طفلك بمشاعر قوية. لأن هذا هو الأمر: إنهم يستطيعون أن يشعروا عندما نحاول السيطرة على مشاعرهم أو إصلاحها.
وسوف يقاومون هذا لأننا نحاول التحكم في عملية التعلم لديهم. يعرف طفلك الصغير أو طفلك في مرحلة ما قبل المدرسة في أعماق قلبه أن هذه العملية لا يستطيع التحكم فيها إلا هو، ولا يمكننا إجباره على معالجة الأمور ووضع العلامات عليها والتحدث بهدوء قبل أن يكون مستعدًا لذلك.
بالطبع، هذا لا يعني أننا لا نضع حدودًا للسلوكيات غير الآمنة أو العدوانية. بل يعني أن نكون على وعي وإدراك بالطاقة التي نجلبها إلى هذه المشاعر المكثفة بالفعل.
- أثناء نوبات الغضب، لا يتعلق الأمر بما نقوله بقدر ما يتعلق بالطاقة التي نحملها وكيفية تعاملنا مع هذه المواقف.
والكثير من ذلك يعود إلى تواصلنا غير اللفظي.
إذا كنت تشعر بالعجز في هذه اللحظة ولا تعرف ماذا تقول، فقط تنفس. ابقَ حاضرًا في هذه اللحظة وكن منتبهًا للطاقة التي تحملها معك، فهذا سيساعدك على التأقلم وإرشادك إلى أفضل طريقة للظهور.
سأقول لابنتيّ: ”أطلقي العنان لمشاعرك، أطلقي العنان لمشاعرك”. هذا شيء أقوله، لكنه تذكير لي. أذكّر نفسي بأن كل المشاعر على ما يرام، ولا أحتاج إلى التحكم في هذه العملية. من الصحي أن تطلق ابنتي مشاعرها وتعبّر عنها معي. إذا تمكنت من خلق مساحة آمنة لطفلتي الصغيرة أو طفلي في سن ما قبل المدرسة للتعبير عن مشاعرها، فسيؤدي ذلك إلى تعزيز علاقتنا وزيادة احتمالية تمكنها من معالجة ما يحدث بنفسها.
إذا شعر أطفالنا بأننا نحاول السيطرة عليهم، أو أننا غير راضين عن طريقة تعبيرهم عن أنفسهم، فإن هذا سيضيف المزيد من الضغوط عليهم خلال تلك اللحظة. الآن عليهم أن يتعاملوا ليس فقط مع أي شيء أزعجهم في المقام الأول، بل وأيضًا مع “يا إلهي، والدي لا يوافق علي”.
أفضل شيء يمكنك فعله هو تنظيم نفسك أثناء نوبات الغضب.
- أخبر طفلك أنه عندما يك
كيف تتعامل مع نوبات غضب طفلك بعمر سنتين أو ثلاث سنوات؟
يُعتبر تعلم كيفية التعامل مع نوبات غضب الأطفال في عمر السنتين أو الثلاث سنوات تحديًا حقيقيًا لكثير من الآباء. ففي هذه المرحلة العمرية، يبدأ الأطفال في استكشاف مشاعرهم والتعبير عنها بطرق قد تبدو لنا غريبة أو مُربكة.
لا داعي للقلق، فهذه المرحلة طبيعية تمامًا، وتُعد فرصة ذهبية لتعليم طفلك كيفية التععبير عن مشاعره بشكل صحي. إليكِ بعض النصائح التي ستساعدكِ على التعامل مع نوبات غضب طفلكِ بعمر السنتين أو الثلاث سنوات:
1. تذكري أن نوبات الغضب طبيعية
أولًا وقبل كل شيء، من المهم أن تتذكري أن نوبات الغضب جزء طبيعي من نمو الطفل. ففي هذه المرحلة العمرية، لا يزال دماغ الطفل في طور النمو، ولا يمتلك القدرة الكافية على التحكم في عواطفه أو التعبير عنها بشكل لائق.
وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، فإن نوبات الغضب شائعة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة و 4 سنوات.
لذا، بدلاً من الشعور بالإحباط أو الغضب، حاولي أن تنظري إلى نوبات غضب طفلكِ على أنها فرصة لتعليمه مهارات جديدة في إدارة الغضب والتعبير عن مشاعره.
2. حافظي على هدوئك
قد يكون من الصعب الحفاظ على هدوئك عندما يكون طفلكِ في منتصف نوبة غضب، لكن تذكري أنكِ قدوته في الحياة، وأن ردة فعلكِ ستؤثر على طريقة تعامله مع مشاعره في المستقبل.
لذا، خذي نفسًا عميقًا، وحاولي أن تتعاملي مع الموقف بهدوء وصبر. تجنبي الصراخ أو العقاب البدني، فهذا لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع.
3. حاولي فهم سبب نوبة الغضب
في كثير من الأحيان، تحدث نوبات الغضب لأن الطفل يشعر بالإحباط أو عدم القدرة على التعبير عن احتياجاته. حاولي أن تفهمي سبب نوبة غضب طفلكِ، واسأليه بهدوء عما يزعجه.
قد يكون جائعًا، أو متعبًا، أو يشعر بالملل، أو يرغب في الحصول على شيء ما. بمجرد فهمكِ للسبب، يمكنكِ البدء في معالجة الموقف.
4. امنحي طفلكِ خيارات محددة
بدلاً من إعطاء طفلكِ تعليمات مباشرة، حاولي أن تقدمي له خيارات محددة. فمثلاً، بدلاً من قول “ارتدي حذاءك”، يمكنكِ أن تقولي “هل تريد ارتداء الحذاء الأزرق أم الأحمر؟”.
إن إعطاء الطفل خيارات محددة يمنحه شعوراً بالسيطرة، مما قد يُسَاعِد على تهدئته.
5. كوني حاضرة عاطفياً
أخبري طفلكِ أنكِ تفهمين مشاعره، وأنكِ موجودة لمساعدته. يمكنكِ أن تقولي “أعلم أنكِ غاضبة الآن، وأنا هنا لأستمع إليكِ”.
إن الشعور بالفهم والدعم من قِبَلِكِ سيساعد طفلكِ على الشعور بالأمان والهدوء.
6. لا تستسلمي للضغط
قد يكون من المغري الاستسلام لطلبات طفلكِ أثناء نوبة غضبه لتجنب الإحراج أو المواجهة، لكن هذا يُعَلمه أن نوبات الغضب وسيلة فعالة للحصول على ما يريد.
لذا، كوني حازمة، ولا تستسلمي للضغط، حتى لو استمرت نوبة الغضب لفترة طويلة.
7. امدحي السلوك الجيد
عندما يبدأ طفلكِ في الهدوء، امدحي سلوكه الجيد، وأخبريه أنكِ فخورة به لقدرته على التحكم في مشاعره.
إن تعزيز السلوك الإيجابي يُعَلمه كيفية التصرف بشكل مناسب في المستقبل.
8. اعتني بنفسكِ
إن التعامل مع نوبات غضب الأطفال مُرهق، لذا من المهم أن تعتني بنفسكِ. خذي قسطًا من الراحة، ومارسي بعض التمارين الرياضية، وتواصلي مع أصدقائكِ وعائلتكِ.
إن الحفاظ على صحتكِ الجسدية والعقلية سيساعدكِ على أن تكوني أماً أفضل.
تذكري أن كل طفل فريد من نوعه، وما يصلح لطفل قد لا يصلح لآخر. جربي هذه النصائح، واختاري ما يناسب طفلكِ وظروفكِ.
كيف تتعامل مع نوبات غضب طفلك الصغير أو ابنك في مرحلة ما قبل المدرسة
يُعدّ التعامل مع نوبات غضب الأطفال من أصعب التحديات التي تواجه الآباء، خاصةً عندما تحدث في الأماكن العامة. لكن تذكروا، أن نوبات الغضب هي طريقة طبيعية للتعبير عن المشاعر لدى الأطفال في هذه المرحلة العمرية، فهم ببساطة لا يملكون بعدُ المهارات اللغوية أو العاطفية للتعبير عن مشاعرهم بطرق أكثر نضجًا.
إليكم بعض النصائح التي تساعدكم على التعامل مع نوبات غضب أطفالكم:
1. حافظ على هدوئك:
قد يبدو الأمر صعبًا، خاصةً عندما يكون طفلك في حالة هياج شديد، لكن تذكّر أن غضبك لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع. حاول أن تأخذ نفسًا عميقًا وعدّ للعشرة قبل التفاعل مع طفلك.
2. تجنّب العقاب البدني أو اللفظي:
إنّ ضرب طفلك أو توبيخه لن يُعلّمه كيفية التحكم بمشاعره، بل سيزيد من شعوره بالغضب والإحباط.
3. حاول فهم سبب نوبة الغضب:
هل طفلك جائع؟ متعب؟ هل يشعر بالإحباط لأنه لا يستطيع الحصول على ما يريد؟ إنّ فهم سبب نوبة الغضب سيساعدك على التعامل معها بشكل أفضل.
4. وفّر لطفلك بيئة آمنة:
إذا كان طفلك في مكان عام، حاول أن تأخذه إلى مكان هادئ حيث يمكنه التعبير عن مشاعره بحرية دون إزعاج الآخرين.
5. لا تستسلم لنوبة الغضب:
إذا استسلمت لرغبات طفلك في كل مرة يُصاب فيها بنوبة غضب، فسيتعلم أن هذه هي الطريقة للحصول على ما يريد.
6. تحدّث مع طفلك عن مشاعره:
بعد أن يهدأ طفلك، تحدّث معه عن مشاعره واسأله عن سبب غضبه. سيساعده ذلك على فهم مشاعره وتعلّم طرق صحية للتعبير عنها.
7. ركّز على السلوك الإيجابي:
عندما يتصرف طفلك بشكل جيد، امدحه وشجّعه. سيساعده ذلك على تعلّم السلوكيات الإيجابية.
8. اطلب المساعدة إذا لزم الأمر:
إذا كنت تواجه صعوبة في التعامل مع نوبات غضب طفلك، فلا تتردد في طلب المساعدة من طبيب أطفال أو أخصائي نفسي.
تذكّر أن التعامل مع نوبات غضب الأطفال هو جزء طبيعي من كونك أحد الوالدين. باتباعك لهذه النصائح، يمكنك مساعدة طفلك على تعلم كيفية التحكم بمشاعره والتعبير عنها بطرق صحية.