دراسة جديدة عن “إحصاء الجثث” تكشف كيف يؤثر التاريخ الجنسي على التصورات الاجتماعية
نظرة المجتمع للتاريخ الجنسي: هل ما زالت النظرة قاسية على النساء؟
في عالم مثقل بالأحكام المسبقة، يبقى التاريخ الجنسي للفرد ساحة خصبة للجدل والتقييم. دراسة حديثة نشرت في مجلة الجنس والثقافة تسلط الضوء على كيفية تأثير ماضي الشخص الجنسي على نظرة الآخرين له. فقد وجدت الدراسة أن الأفراد الذين يتمتعون بتاريخ جنسي “حافل” – أي بعدد كبير من الشركاء أو علاقات عابرة – يتم الحكم عليهم بشكل سلبي أكثر. الأمر المثير للدهشة هو أن الرجال كانوا عرضةً لهذا الحكم القاسي أكثر من النساء لنفس السلوكيات.
تهدف الدراسة إلى فهم الكيفية التي تطورت بها المعايير الاجتماعية فيما يتعلق بالسلوك الجنسي، وخاصةً ما يعرف بـ “الكيل بمكيالين” (Double Standard) الذي يكافئ الرجل على سلوك يعاقب عليه المرأة. فعلى الرغم من التغيرات التي طرأت على نظرة المجتمع للجنس قبل الزواج والعلاقات غير التقليدية، إلا أن الأبحاث تُظهر أن ممارسة الجنس خارج إطار العلاقة المُلزمة لا تزال مقبولة اجتماعياً عند الرجال أكثر من النساء.
تقول تارا بوش، مُدربة السلوك البشري في كلية جنوب نيفادا ومؤلفة الدراسة: “لطالما شغلني موضوع نظرة الناس للآخرين بناءً على تاريخهم الجنسي. هل تغيرت تلك النظرة لو كانت العلاقات قصيرة الأمد أو طويلة الأمد؟ هل يُنظر للشخص الذي خاض علاقات جنسية في إطار علاقات ملتزمة على أنه “أخلاقي” أكثر؟ تُشير الأبحاث السابقة إلى احتمالية ذلك، خاصةً مع ارتباط مفهوم “الأخلاق” في ثقافتنا بالعلاقات الأحادية”.
أجريت الدراسة على 853 مشاركًا من الولايات المتحدة عبر الإنترنت، تتراوح أعمارهم بين 18 و 69 عامًا. طُلب من المشاركين قراءة قصص قصيرة عن شخصيات خيالية تختلف في جنسها، وعدد شركائها الجنسيين، ونوع العلاقات التي خاضتها (طويلة الأمد/ملتزمة أو قصيرة الأمد/عابرة). بعد ذلك، أجاب المشاركون على استبيانات تقيس مدى استعدادهم للتفاعل مع تلك الشخصيات في سياقات مختلفة (صداقة، مواعدة، علاقة جنسية)، بالإضافة إلى تقييمهم لشخصية كل فرد.
أظهرت النتائج أن نوع العلاقة يلعب دورًا حاسمًا في تشكيل نظرة الآخرين. فقد حظيت الشخصيات التي خاضت علاقات طويلة الأمد/ملتزمة بتقييم إيجابي أكبر من تلك التي خاضت