## خمس خطوات لبناء علاقات أعمق وأكثر جدوى
قد يبدو بناء علاقات قوية وذات مغزى في عالمنا سريع الخطى تحديًا، خاصةً مع انشغال الجميع بحياته الخاصة. لكن، تؤكد جيسيكا إنسيل كولمان، خبيرة العلاقات الإنسانية، أن بناء علاقات استثنائية ليس وليد الصدفة، بل هو فن يمكن تعلمه وتطبيقه بوعي.
تخيل معي طفلاً صغيراً يركض نحو صديقه في الحديقة، ابتسامة عريضة تعلو وجهه، وحماسٌ يجتاحه لرؤية رفيقه في اللعب. هذه هي الطاقة التي توصي كولمان بجلبها إلى كل تفاعلاتنا، طاقة “الصديق المُقرّب” التي تخلق جواً من الدفء والترحيب منذ اللحظة الأولى. لا يعني ذلك التعلق أو تجاوز الحدود، بل بثّ روح الودّ والانفتاح التي تُمهّد الطريق لبناء علاقات حقيقية.
وتُشدّد كولمان على أهمية التّعامل مع كل شخص نلتقيه كمصدر للإلهام، والتّركيز على مواطن تميّزه ونقاط قوّته. تخيّل أنك باحث يبحث عن الجواهر الخفية، حاول اكتشاف “قوى خارقة” في من حولك وامنحهم تقديرك الصادق. ستُذهلك النتائج!
ولعلّ أسرع الطرق لبناء علاقات قوية هي إضافة قليل من المرح و”اللعب” إلى تفاعلاتنا. يقول أفلاطون: “يمكننا أن نكتشف عن شخص ما في ساعة من اللعب أكثر مما نكتشفه في عام من الحديث”. فاللعب يكسر حواجز الرسمية ويُتيح لنا التواصل بشكل عفوي و طبيعي.
ولكن لا تقتصر العلاقات العميقة على الضحك والمرح فحسب، بل تتطلّب أيضاً التواصل الهادف والمناقشات العميقة. تُشجّعنا كولمان على طرح أسئلة تتجاوز الأمور السطحية، أسئلة تدفع الآخرين للتفكير والمشاركة بصدق. على سبيل المثال: ما هو أكثر شيء تُقدّره في حياتك؟ ما هي أحلامك وطموحاتك؟ ما الذي يُلهمك ويُشعرك بالحماس؟
وأخيراً، لا تستهن بقوّة الامتنان في تعزيز علاقاتك. فإرسال رسالة شكر بسيطة بعد قضاء وقت ممتع مع شخص ما يُظهر له اهتمامك وتقديرك، ويُساهم في بناء رابطة أقوى بينكما.
إنّ بناء علاقات ذات معنى هو رحلة مستمرة تتطلّب الجهد والوعي، ولكنّها رحلة مُجزية تُثري حياتنا وتُضفي عليها السعادة والبهجة.