علم النفس الاجتماعي

يستمتع المتصيدون عبر الإنترنت بالتصيد، ولكن ليس بالتعرض للتصيد

هل ⁤عشاق “النكات السوداء” يمتلكون ميولاً مظلمة؟

في ‍عالم الإنترنت، أصبحت “النكات السوداء” سلاحًا ذا حدين، فهي وسيلة للتعبير عن حسٍ فكاهي ساخر، ولكنها قد تكون أيضًا⁣ قناعًا يخفي وراءه ميولًا مظلمة. دراسة حديثة ⁢تُسلط الضوء على العلاقة المُقلقة بين الفكاهة السوداء، وسمات ‍الشخصية المُظلمة، وظاهرة التنمر الإلكتروني.

مع تزايد استخدام منصات التواصل الاجتماعي، أصبح بإمكان الأفراد التعبير عن أنفسهم بحرية​ أكبر، ولكن هذه الحرية جلبت معها تحديات جديدة، مثل التنمر⁤ الإلكتروني. فقد أظهر استطلاع رأي‍ أُجري في المملكة المتحدة أن 75% من ‍الشباب ⁣الذين تتراوح أعمارهم ​بين 13 و 36 عامًا يتشاركون “الميمز” ⁣عبر‌ الإنترنت، في حين صرّح أكثر من 25% منهم بتعرضهم للتنمر الإلكتروني.

وتُعد “الميمز” شكلاً شائعًا من أشكال التواصل عبر الإنترنت، حيث تنتشر بسرعة البرق بين المستخدمين، وغالبًا ما تحمل في‍ طياتها رسائل ساخرة أو حتى مثيرة للجدل.

ولكن، ماذا عن أولئك الذين يجدون متعة في “النكات السوداء”؟ هل‍ يمتلكون سمات شخصية مختلفة عن غيرهم؟

أجرى باحثون من ⁤جامعة‌ بليموث البريطانية⁤ دراسة شملت 165 طالبًا، بهدف ‌استكشاف العلاقة بين الفكاهة السوداء، وسمات الشخصية المُظلمة، وظاهرة التنمر الإلكتروني.

وكشفت نتائج الدراسة أن الأشخاص الذين يميلون إلى الفكاهة السوداء يظهرون أيضًا‍ سمات شخصية مُظلمة بنسب⁣ أعلى، مثل النرجسية، والميكافيلية، والاعتلال النفسي،‌ والسادية.⁤

ولاحظ الباحثون أن الأشخاص ⁢الذين يستمتعون بالفكاهة السوداء بشكل خاص يميلون إلى إظهار سمات الميكافيلية‍ والسادية ​بشكل أوضح.

ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تبيّن أيضًا أن الأشخاص الذين⁤ يميلون إلى الفكاهة السوداء هم أكثر عرضة للانخراط في التنمر الإلكتروني، حيث يستمتعون بمضايقة ⁤الآخرين عبر الإنترنت.

وتُشير هذه النتائج إلى أن الفكاهة السوداء قد تكون ​مدفوعة بدوافع خفية، مثل السادية ‌والميكافيلية، وأن ظاهرة التنمر الإلكتروني ترتبط بأشكال​ أكثر قتامة من الفكاهة.

وعلى الرغم من أن هذه الدراسة⁤ تُسلط الضوء على جانب مهم من جوانب السلوك البشري في​ العصر الرقمي، إلا أنّه من الضروري إجراء المزيد من ‌البحوث ‍على نطاق أوسع⁢ لتأكيد هذه النتائج.

للاطلاع على الدراسة كاملة: اضغط‍ هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock