هل يمكن لمضادات الاكتئاب تغيير شخصيتك؟
قد لا يقتصر تأثير مضادات الاكتئاب على تحسين المزاج فحسب، بل قد يمتد ليشمل جوانب أعمق في شخصيتنا.
أظهرت دراسة حديثة أن مضادات الاكتئاب، وتحديدًا باروكستين (المعروف تجاريًا باسم باكسيل وسيروكسات)، قادرة على إحداث تغييرات ملحوظة في سمات شخصية معينة لدى الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب.
انخفاض في العصابية وزيادة في الانفتاح
ركزت الدراسة على جانبين رئيسيين للشخصية: العصابية والانفتاح. فقد لوحظ انخفاض ملحوظ في مستويات العصابية، والتي تتميز بالقلق، والتوتر، والتفكير السلبي، لدى الأشخاص الذين تناولوا باروكستين.
وفي المقابل، ارتفعت مستويات الانفتاح لديهم، مما جعلهم أكثر رغبة في خوض تجارب جديدة، وأكثر انفتاحًا على الآخرين، وأكثر قدرة على التعبير عن مشاعرهم.
كيف تم التوصل لهذه النتائج؟
أجريت الدراسة على 120 شخصًا يعانون من الاكتئاب. تم تقسيم المشاركون إلى ثلاث مجموعات: مجموعة تلقت باروكستين، ومجموعة تلقت العلاج المعرفي، ومجموعة تلقت دواءً وهميًا.
بعد 12 شهرًا، أظهرت جميع المجموعات تحسنًا في أعراض الاكتئاب. لكن التغيير الملحوظ في سمات الشخصية كان حصريًا للمجموعة التي تناولت باروكستين.
ما تفسير هذه التغييرات؟
لا يزال العلماء يبحثون عن تفسير واضح لكيفية تأثير مضادات الاكتئاب على الشخصية. تفترض إحدى النظريات أن التركيبة الكيميائية لهذه الأدوية تؤثر بشكل مباشر على الخلايا العصبية في الدماغ، مما يؤدي إلى تغييرات في السلوك والمزاج.
ما أهمية هذه الدراسة؟
تفتح هذه الدراسة أبوابًا جديدة لفهم آلية عمل مضادات الاكتئاب وتأثيرها على شخصيتنا. فقد تكون هذه الأدوية قادرة على إحداث تغييرات إيجابية في سمات الشخصية التي تساهم في الوقاية من الاكتئاب على المدى الطويل.
ملاحظة: لا ينبغي تناول مضادات الاكتئاب إلا بناءً على وصفة طبية من قبل أخصائي رعاية صحية مؤهل.
المصدر:
Tang, TZ., et al. (2009). Personality Change During Pharmacotherapy and Psychotherapy for Major Depressive Disorder. Archives of General Psychiatry, 66(12), 1299-1308.
