ترتيب مراحل انتقال الطفل: دليل شامل للأمهات والآباء
يمتلئ عالم الأطفال الصغار بالعديد من المراحل الانتقالية، بدءًا من التخلي عن الرضّاعة واستخدام الكوب، وصولًا إلى الانتقال من سرير الأطفال إلى سرير الأطفال الأكبر، ومن التخلي عن اللهاية إلى التدريب على استخدام المرحاض. قد تبدو هذه المراحل مُرهقةً بعض الشيء، ليس فقط لأطفالنا الأعزاء، بل لنا أيضًا كآباء وأمهات.
من الطبيعي أن نتساءل عن الترتيب الأمثل لهذه المراحل، فمن المؤكد أننا لا نرغب في إرهاق صغيرنا بتغييرات متزامنة ومفاجئة. هل نبدأ بتدريب الطفل على استخدام المرحاض أولًا؟ أم نتخلص من سرير الأطفال؟ وهل نبدأ بالتخلي عن اللهاية قبل كل شيء؟ وكيف لنا أن نتخذ هذه القرارات الحاسمة؟
لنتخيل أنك ترغبين في البدء بتدريب طفلك على استخدام المرحاض، وفي الوقت ذاته تفكرين في الانتقال من سرير الأطفال إلى سرير الأطفال الأكبر، بالإضافة إلى رغبتك في التخلص من اللهاية. كيف ستقومين بذلك؟ إليكِ الدليل:
المرحلة الأولى: وداعًا للهاية
ننصحك عزيزتي الأم بالبدء بالتخلص من اللهاية قبل أي شيء آخر. صحيح أن كل طفل يختلف عن الآخر في طريقة تعامله مع هذه المرحلة، إلا أنها غالبًا ما تكون الأسهل والأسرع.
قد يستغرق الأمر بضعة أيام أو أسابيع، ولكن مع مرور الوقت، سيتكيف طفلك مع واقعه الجديد. لجعل الانتقال أكثر سلاسة، يُنصح بالقيام ببعض الخطوات التمهيدية قبل التخلص من اللهاية، مثل تقليل استخدامها تدريجيًا، وإلهاء الطفل بألعاب وأنشطة أخرى.
المرحلة الثانية: الانتقال من سرير الأطفال
يوصي العديد من خبراء النوم بإبقاء الطفل في سريره طالما كان ذلك آمنًا، وذلك لأن الأطفال يحتاجون إلى بعض الوقت لفهم مفهوم البقاء في الفراش. ونظرًا لحريتهم المكتشفة حديثًا، قد يجد الأطفال صعوبة في استيعاب ضرورة البقاء في السرير للنوم.
لذلك، يُنصح بتأجيل الانتقال إلى سرير الأطفال الأكبر حتى يبلغ الطفل سن 3 سنوات تقريبًا، وذلك لتجنب أي مشاكل سلوكية أو إحباط يتعلق بالنوم.
وإذا كنتِ مضطرةً للقيام بهذه الخطوة مبكرًا، فاحرصي على اتخاذ بعض الاحتياطات لجعل السرير أكثر أمانًا، مثل:
- خفض مرتبة السرير.
- وضع سرير الطفل بحيث يكون ملاصقًا للحائط.
- إزالة أي أثاث قريب قد يستخدمه الطفل للتسلق.
- استخدام كيس نوم لتقييد حركة الطفل.
المرحلة الثالثة: التدريب على استخدام المرحاض
لا يعتمد تدريب الطفل على استخدام المرحاض على عمر مُحدد، بل على مدى استعداده لهذه الخطوة. يبدأ الأطفال عادةً في التدريب على استخدام المرحاض في أي عمر بين 18 شهرًا و36 شهرًا.
من المهم مراقبة علامات الاستعداد لدى طفلك، مثل إظهار الاهتمام بالمرحاض، أو القدرة على خلع ملابسه، أو البقاء جافًا لفترات أطول.
ختامًا، تذكري عزيزتي الأم أن كل طفل فريد من نوعه، وأن هذه مجرد نصائح عامة. استمعي لطفلك، واتبعي حدسك، واختاري الوقت المناسب لكل مرحلة انتقالية.
متى يكون طفلك جاهزًا للتدريب على استخدام الحمام؟ نصائح هامة لتسهيل العملية
يُعدّ تدريب الطفل على استخدام الحمام مرحلة هامة في حياة كلّ أم، ولكنّها تختلف من طفل لآخر. فلا داعي للقلق بشأن العمر، بل ركّزي على مدى استعداد طفلك تنمويًا لهذه الخطوة.
ولمساعدتك في ذلك، أقدّم لكِ مجموعة أدوات تدريب الطفل على استخدام الحمام، والتي تتضمن قوائم مرجعية لتحديد مدى استعداد طفلك، وأساسيات التدريب، ونصائح ذهنيّة لكِ وله. كما يمكنكِ مشاهدة هذا الفيديو لمعرفة المزيد عن علامات استعداد الطفل للتدريب على استخدام الحمام.
كيف تعرفين إذا كان طفلك مستعدًا للتدريب على استخدام الحمام؟
إليكِ بعض العلامات التي تدل على استعداد طفلك لبدء رحلة التدريب على استخدام الحمام:
القدرات الحركية:
- القدرة على المشي من وإلى الحمام: تُعدّ هذه المهارة أساسية للذهاب إلى الحمام بشكل مستقل.
- خلع وارتداء السروال: يُمكنكِ مساعدة طفلك في البداية، ولكن من المهم أن يتقن هذه المهارة قبل بدء التدريب.
- **المهارات اللغوية:** هل يستطيع طفلكِ التعبير عن حاجته للتبول أو التبرز؟ هل يستخدم كلمات مثل ”حمام” أو “بيبي”؟
المهارات العاطفية والاجتماعية:
- الاهتمام بالحمام: هل يُظهر طفلك فضولًا تجاه الحمام؟ هل يتبعكِ إليه أو يتحدث عنه؟
- القدرة على استخدام التفكير الرمزي: هل يستطيع طفلك تخيّل الذهاب إلى الحمام والتخطيط لذلك؟ يُعدّ هذا مؤشرًا على نضجه العقلي.
مثال على التفكير الرمزي: استخدام الطفل لمشط كأنه هاتف.
حمّلي الآن قوائم تدريب الطفل على استخدام الحمام لتحصلي على قائمة شاملة بالعلامات التنموية التي تُشير إلى استعداد طفلك لبدء هذه الرحلة. تذكّري، اختيار الوقت المناسب سيُجنّبكِ الكثير من التوتر والعناء.
تخطيط مُسبق لتسهيل عملية الانتقال
تتطلّب حياة الأطفال العديد من التغييرات، لذا يُفضّل منحهم الوقت الكافي للتأقلم مع كلّ مرحلة جديدة.
نصيحة: حاولي قدر الإمكان توفير فترة 3 أشهر بين كلّ تغيير كبير في حياة طفلك، كبدء التدريب على استخدام الحمام أو الالتحاق بروضة الأطفال.
سيُساعد ذلك طفلك على التأقلم بسلاسة مع كلّ مرحلة جديدة دون الشعور بالضغط أو الارتباك.
مع تمنياتي لكِ وطفلك برحلة تدريب ممتعة وسهلة!
د. ياسمين
هل أعجبتكِ هذه المقالة؟ شاركيها مع صديقاتكِ على بينترست!