مراحل التعلق | بولبي
رحلة التعلق: من الاعتماد الكلي إلى بناء العلاقات
يُعد التعلق ركيزة أساسية في نمو الطفل النفسي والاجتماعي، ولطالما شغل هذا الموضوع حيزًا هامًا في الدراسات النفسية. وقد برزت نظريتان أساسيتان في هذا المجال: نظرية جون بولبي التي ركزت على العلاقة بين الأم وطفلها، ونظرية شافر وإيمرسون التي وسعت مفهوم التعلق ليشمل روابط متعددة.
المراحل | جون بولبي | شافر وإيمرسون |
---|---|---|
1 | التوجه والتمييز دون تمييز بين الأشخاص (من الولادة إلى 6 أسابيع): لا يُظهر الطفل تفضيلًا لشخص مُحدد. | المرحلة اللااجتماعية (0-2 شهر): يستجيب الرضيع لأي مؤثر يُشعره بالإيجابية. |
2 | التوجه والتمييز الموجّه نحو شخص أو أكثر (من 6 أسابيع إلى 7 أشهر): يُفضّل الطفل الأشخاص المألوفين. | التعلق العشوائي (2-7 أشهر): يُظهر الطفل تفضيلًا للأشخاص على الأشياء. |
3 | التعلق الواضح (7-24 شهرًا): يتطور ارتباط قوي مع مقدمي الرعاية الأساسيين. | التعلق المُحدد (7-9 أشهر): يبحث الطفل عن الأمان والطمأنينة لدى أشخاص مُحددين. |
4 | تكوين العلاقات المُتبادلة (24 شهرًا فصاعدًا): يُصبح الطفل قادرًا على فهم سلوكيات وتوقعات الآخرين. | التعلق المُتعدد(10-18 شهرًا): يُكوّن الطفل روابط مع أشخاص مُختلفين في بيئته. |
رحلة التعلق عند بولبي: من الغريزة إلى العلاقات المُستقرة
أكدّ الطبيب النفسي جون بولبي على أهمية الرابطة القوية بين الأم وطفلها، واعتبرها حجر الأساس في بناء شخصية سوية. وحدد بولبي أربع مراحل أساسية لتطور هذه الرابطة:
1. التوجه والتمييز دون تمييز بين الأشخاص (من الولادة إلى 6 أسابيع):
في هذه المرحلة، يعتمد الرضيع كليًا على من حوله لتلبية احتياجاته الأساسية.
2. التوجه والتمييز الموجّه نحو شخص أو أكثر (من 6 أسابيع إلى 7 أشهر):
يبدأ الطفل بالتمييز بين الوجوه المألوفة وغير المألوفة، ويُظهر تفضيلًا لمن يُقدمون له الرعاية بشكلٍ مُستمر.
3. التعلق الواضح (من 7 أشهر إلى 24 شهرًا):
تُصبح العلاقة مع مقدمي الرعاية الأساسيين أكثر قوة ووضوحًا، ويُظهر الطفل قلقًا واضحًا عند فصله عنهم.
4. تكوين العلاقات المُتبادلة (24 شهرًا فصاعدًا):
مع تطور اللغة والقدرات الإدراكية، يُصبح الطفل أكثر قدرة على فهم مشاعر الآخرين وبناء علاقات مُتوازنة قائمة على الاحترام والتبادل.
تقييم نقدي لنظرية بولبي:
بالرغم من أهمية نظرية بولبي في فهم تطور التعلق، إلا أنها تعرضت لبعض الانتقادات، لعل أبرزها:
- التركيز المُفرط على دور الأم: أكدّت الدراسات الحديثة على أهمية دور الأب والأشخاص الآخرين في حياة الطفل.
- إهمال العوامل الثقافية: تختلف أساليب التنشئة الاجتماعية باختلاف الثقافات، وبالتالي فإن نمط التعلق قد يختلف من بيئة لأخرى.
ختامًا، تُعدّ دراسة التعلق من المواضيع الهامة لفهم سلوكيات وتصرفات الأطفال، وتُساعدنا على توفير بيئة صحية تُنمي شخصياتهم وتُعزز من ثقتهم بأنفسهم.
مراحل تطور التعلق عند الأطفال: رحلة من الاعتماد إلى الاستقلالية
يُعد التعلق بين الطفل ومقدمي الرعاية رابطًا عاطفيًا عميقًا يؤثر بشكل كبير على نموه الاجتماعي والعاطفي. تُظهر الأبحاث أن الأطفال يولدون بقدرات فطرية للتعرف على أمهاتهم، مثل تمييز صوتهم ورائحتهم بعد الولادة بفترة وجيزة. وعلى الرغم من أن هذه القدرات تُشير إلى توجه مبكر نحو الأم، إلا أن العديد من مقدمي الرعاية قادرون على تهدئة الطفل وتلبية احتياجاته.
مراحل تطور التعلق:
قام عالما النفس “رودولف شافر” و “بيغي إيمرسون” بدراسة شهيرة عام 1964 حددا من خلالها أربع مراحل رئيسية لتطور التعلق عند الأطفال:
1. المرحلة اللااجتماعية (من الولادة حتى 6 أسابيع):
في هذه المرحلة، لا يُظهر الرضيع تفضيلًا لأشخاص محددين، ويستجيب للمحفزات الاجتماعية وغير الاجتماعية بشكل متشابه.
2. مرحلة التعلق العشوائي (من 6 أسابيع إلى 7 أشهر):
يبدأ الطفل في إظهار سلوك اجتماعي أكبر وتفضيل للتفاعل البشري. يستمتع بصحبة الآخرين دون تمييز، ويستجيب لأي شخص يقدم له الرعاية.
3. مرحلة التعلق المحدد (من 7 إلى 9 أشهر):
تُعد هذه المرحلة فارقة حيث يُظهر الطفل تفضيلًا واضحًا لشخصية معينة، وغالبًا ما تكون الأم. يبحث عن الأمان والراحة والحماية من هذا الشخص، ويُظهر قلقًا عند الانفصال عنه.
4. مرحلة التعلق المتعدد (من 10 أشهر فما فوق):
مع نضوج الطفل، يصبح قادرًا على تكوين روابط قوية مع أشخاص آخرين مثل الأب والأشقاء ومقدمي الرعاية.
عوامل مؤثرة على التعلق:
أكدت الدراسات أن الاستجابة الحساسة من مقدمي الرعاية تلعب دورًا حاسمًا في تكوين روابط آمنة وقوية مع الطفل. فالطفل الذي يتلقى استجابة سريعة لاحتياجاته يشعر بالأمان والثقة، مما يُسهم في نموه العاطفي والاجتماعي بشكل سليم.
تأثير التعلق على حياة الطفل:
يُعد التعلق الآمن أساسًا متينًا للطفل لبناء علاقات صحية في المستقبل. فهو يُساعده على تطوير مهاراته الاجتماعية والعاطفية، ويزيد من ثقته بنفسه وقدرته على التفاعل مع العالم من حوله.
التعلق: رحلة الطفل من الاعتماد إلى الترابط
يُعد التعلق، ذلك الرابط العاطفي العميق الذي ينشئه الطفل مع مقدمي الرعاية، حجر الزاوية في نموه النفسي والاجتماعي. ولطالما شغلت هذه العلاقة الوثيقة بين الطفل ومن يرعاه، علماء النفس على مرّ العقود، محاولين سبر أغوارها وفهم أسرارها.
دراسة شافر وإيمرسون: نافذة على عالم التعلق
في ستينيات القرن الماضي، أجرى عالبا النفس رودولف شافر وبيغي إيمرسون دراسة رائدة هدفت إلى تتبع مراحل تطور التعلق عند الأطفال. وقد ركزت هذه الدراسة، التي شملت 60 عائلة من الطبقة العاملة في جلاسكو، على سلوك الأطفال تجاه مقدمي الرعاية، وخاصةً الأمهات، في سياقات مختلفة.
مراحل التعلق: من التمييز إلى التعلق المتعدد
حدد شافر وإيمرسون، من خلال ملاحظاتهم الدقيقة، أربع مراحل رئيسية يمر بها الطفل في رحلته نحو بناء روابط تعلق قوية:
1. مرحلة ما قبل التعلق (من الولادة إلى 6 أسابيع): في هذه المرحلة المبكرة، لا يُظهر الطفل تفضيلًا لشخص معين، بل يستجيب للوجوه والأصوات المألوفة بابتسامات غامضة.
2. مرحلة التعلق الناشئ (من 6 أسابيع إلى 7 أشهر): يبدأ الطفل في إظهار تفضيل واضح لمقدمي الرعاية الأساسيين، ويستجيب لهم بفرح وحماس أكبر.
3. مرحلة التعلق الواضح (من 7 أشهر إلى 18 شهرًا): تتميز هذه المرحلة بتعلق الطفل الشديد بشخص واحد، عادةً ما يكون الأم، ويظهر عليه القلق عند انفصاله عنه.
4. مرحلة تكوين العلاقات (من 18 شهرًا فصاعدًا): مع نضوج الطفل، يصبح قادرًا على فهم حاجة الآخرين للاهتمام، ويبدأ في تكوين روابط تعلق مع أشخاص آخرين كالآباء والأشقاء.
الاستجابة الحساسة: مفتاح التعلق الآمن
أظهرت دراسة شافر وإيمرسون أن الأطفال يميلون إلى تكوين روابط تعلق أقوى مع مقدمي الرعاية الذين يستجيبون لحاجاتهم بسرعة وحساسية. فالأمهات اللاتي كنّ أكثر استجابة لبكاء أطفالهنّ، وتفاعلن معهم بلطف وحنان، كنّ أكثر عرضةً لأن يصبحنّ شخصيات تعلق رئيسية لأطفالهنّ.
أهمية التعلق: بناء أساس متين للحياة
يُعد التعلق الآمن في مرحلة الطفولة أساسًا صلبًا لبناء علاقات صحية وسوية في المستقبل. فالأطفال الذين ينعمون بتجارب تعلق إيجابية مع مقدمي الرعاية، يكبرون وهم أكثر ثقة بأنفسهم، وأكثر قدرة على التعبير عن مشاعرهم، وأكثر نجاحًا في بناء علاقات اجتماعية متينة.
التحديات والانتقادات: نظرة نقدية على دراسة شافر وإيمرسون
على الرغم من أهمية دراسة شافر وإيمرسون في فهم مراحل تطور التعلق، إلا أنها لم تسلم من الانتقادات. فقد أشار البعض إلى أن حجم العينة كان صغيرًا ومقتصرًا على فئة اجتماعية واحدة، مما يحد من إمكانية تعميم نتائجها. كما أثيرت تساؤلات حول دقة البيانات التي تم جمعها من مذكرات الأمهات، حيث قد تكون عرضة للذاكرة الانتقائية والتحيز.
خاتمة: التعلق رحلة مستمرة
يُعد التعلق عملية ديناميكية ومستمرة تتأثر بالعديد من العوامل البيئية والثقافية. وعلى الرغم من التحديات التي تواجه الباحثين في هذا المجال، إلا أن فهم مراحل تطور التعلق يساعدنا على توفير بيئة داعمة للأطفال تساعدهم على بناء علاقات صحية وسوية تمكنهم من مواجهة تحديات الحياة.