تحتوي محاضرات العلاج المعرفي السلوكي على مجموعة من النماذج والمبادئ العامة التي تشكل أساس هذا النهج العلاجي. تعتبر الموجة الأولى للعلاج المعرفي السلوكي من العصور الأولى لهذا النهج، وتعود جذورها إلى أبحاث بافلوف وسكينر. وقد ركزت هذه الموجة على السلوك واستجاباته للمنبهات الداخلية والخارجية.
أما الموجة الثانية للعلاج المعرفي السلوكي، فقد شهدت ثورة في الاهتمام بالعوامل المعرفية، حيث بدأ التركيز على العمليات الذهنية وتأثيرها على السلوك. في هذه المرحلة ظهرت النماذج البارزة مثل نموذج بندورة الذي ركز على النموذج المشاهدة-التقليد-التعزيز، والعلاج العقلاني الإنفعالي لإليس الذي يعتبر الاعتقادات العقلية المشوهة مصدرًا للمشاكل النفسية والعاطفية.
أما الموجة الثالثة من العلاج المعرفي السلوكي، فتشتمل على مجموعة متنوعة من التقنيات العلاجية. تشمل هذه الموجة العلاج القائم على القبول والالتزام، حيث يتعامل معالج العلاج مع الأفكار والمشاعر السلبية من خلال قبولها والتركيز على القيم والأهداف الشخصية. وتشمل أيضًا العلاج القائم على التنشيط السلوكي، والذي يركز على تشجيع الأنشطة الإيجابية وزيادة التفاعل الاجتماعي والحيوية.
ومن التقنيات الأخرى في الموجة الثالثة، نجد العلاج القائم على التحليل المعرفي، الذي يركز على فهم وتغيير الأفكار والاعتقادات
السلبية، والعلاج الجدلي الذي يعمل على تطوير المهارات الحوارية والاستدلالية. وأيضًا العلاج المعرفي القائم على اليقظة العقلية، الذي يدمج بين التفكير الواعي والانتباه الحاضر لتحقيق التغيير الإيجابي.
تتضمن خطوات العلاج السلوكي المعرفي تحليل المحتوى، حيث يتم استكشاف الأفكار والعقائد السلبية التي تؤثر على السلوك. وبعد ذلك يتم توقيع العقد العلاجي بين المعالج والعميل لتحديد أهداف العلاج والتزام كلا الطرفين بها. وأخيرًا، يستخدم المعالج تقنيات علاجية متنوعة للتعامل مع المشكلات النفسية والسلوكية، مثل تقنيات التحفيز الحاضر وتغيير الأفكار السلبية وتحسين الاستجابات السلوكية.
يمكنك تحميل محاضرات العلاج المعرفي السلوكي للأستاذة حلوان زوينة للحصول على مزيد من المعلومات والتفاصيل حول هذا الموضوع والتقنيات المختلفة المستخدمة في هذا النهج العلاجي.