## هل حقًا نحتاج إلى “سحر الحب” لننسى حبيبًا سابقًا؟
في مقالنا السابق، استعرضنا قصيدة “علاجات الحب” للشاعر الروماني أوفيد، والتي قدم فيها نصائح عملية للتغلب على الحب غير المتبادل، تمامًا كمرشد علاقات عصرية. ستُثير إعجابك بساطتها وفعاليتها، مثل: السفر، اكتشاف هوايات جديدة، أو التركيز على العمل أو الدراسة.
لكن، بعد هذه النصائح المنطقية، تأتي نصيحة رقم 7 مُفاجئة وغريبة بعض الشيء:
لا تضع ثقتك في التعويذات، والسحر، والطلاسم.
نعم، لقد قرأت ذلك بشكل صحيح!
تعاويذ الحب الرومانية، بقلم يوهان إردمان هامل (1769-1852)
المصدر: ويكيميديا/المجال العام
قد تظن أن هذا الأمر من مخلفات الماضي، فقد عشنا حقبة مُظلمة من تاريخ البشرية حيث تم إعدام العديد بتهمة “السحر” في أوروبا وأمريكا. لكن الغريب أن فكرة “سحر الحب” لم تختفِ تمامًا!
لا تزال “الروحانيات” تجارة رائجة، حتى في مجتمعاتنا الحديثة. فلا تخلو مدينة من قارئات الطالع، وبائعي الأحجار “الطاقة”، ومروجي التنجيم. ويزداد الطلب على هذه الخدمات يومًا بعد يوم، حتى بين المثقفين!
ولكن هل تنجح هذه الطرق حقًا؟ في مقالة نُشرت مؤخرًا في مجلة “Teen Vogue”، تقول ليزا ستارداست، قارئة الطالع وعالمة الفلك، إن “سحر الحب” موضوع مثير للجدل، فهو يتعلق بالتحكم في مشاعر شخص آخر، وهو أمر غير أخلاقي. وتضيف أن التعويذات التي تهدف إلى إجبار شخص ما على حبك لن تنجح.
ومع ذلك، تدعي ستارداست أن بعض الطقوس مثل حمامات العطور، والشموع “الفلكية”، ووضع رسالة في برطمان من العسل، والنوم مع كيس من التوابل تحت وسادتك ستساعدك على جذب الحب!
بالطبع، كل هذا كلام فارغ. وهنا نعود إلى أوفيد الذي أدرك قبل 2000 عام أن هذه الأمور مجرد وهم. فالأدب اليوناني والروماني مليء بقصص النساء اللواتي خدعهن “السحرة” بوعود كاذبة لجذب الحبيب.
لذا، بدلاً من إضاعة وقتك ومالك على “سحر الحب”، اتبع نصائح أوفيد العملية والفعالة للتغلب على ألم الفراق والمضي قدمًا في حياتك.
## هل حقًا ينجح سحر الحب؟ نظرة من قلب الأساطير اليونانية
لطالما ألهم سحر الحب الشعراء والكتاب على مر العصور، فمنهم من تغنى بفعاليته في لم شمل العشاق، ومنهم من شكك في جدواه. ولكن ماذا عن أولئك الذين يملكون قوى سحرية حقيقية؟ هل ينجح سحرهم في استعادة أحبائهم؟
يقدم لنا الشاعر الروماني أوفيد، في قصيدته الشهيرة “فن الحب”، إجابة مثيرة للاهتمام من خلال استعراضه لقصتين شهيرتين من الأساطير اليونانية.
ميديا، بقلم أنطوني فيردي (1844-1917)
المصدر: ويكيميديا/المجال العام
في الأولى، يسلط الضوء على قصة الساحرة “ميديا” التي ساعدت حبيبها “جيسون” في الحصول على الصوف الذهبي، لكنها وجدت نفسها مهجورة عندما وقع في غرام امرأة أخرى. ويتساءل أوفيد ساخراً: “ما فائدة كل تلك الأعشاب السحرية يا ميديا إذا لم تتمكني من الاحتفاظ بحبيبِك؟”
سيرس تقدم الكأس لأوليسيس، بقلم جون ويليام ووترهاوس (1849-1917)
المصدر: ويكيميديا/المجال العام
أما القصة الثانية، فتدور حول الساحرة “سيرس” التي وقعت في حب البطل “أوليسيس” واحتجزته في جزيرتها لمدة عام كامل. وعلى الرغم من قواها السحرية، إلا أنها لم تستطع منعه من الرحيل والعودة إلى زوجته.
يخلص أوفيد إلى أن السحر، حتى وإن كان حقيقياً، لا يستطيع التحكم في قلوب البشر. فالحب الحقيقي ينبع من داخلنا ولا يخضع للتعاويذ والجرعات السحرية.
ويوجه أوفيد نصيحة للقارئ قائلاً: “بدلاً من البحث عن السحر لجذب الحبيب، ابحث عن الطرق الحقيقية لبناء علاقة قوية مبنية على الاحترام والتفاهم”.