## ما وراء الستار: رحلة في عالم التواصل مع الموتى
هل سبق لك أن شعرت بوجود شخص عزيز عليك بعد رحيله؟ هل راودتك أحلام غريبة أو سمعت همسًا خافتًا بدا مألوفًا بشكل غريب؟ هذه التجارب، التي غالبًا ما تُوصف بأنها “تواصل مع الموتى”، لطالما أثارت فضول الإنسان وألقت بظلالها على فهمنا للحياة والموت.
المصدر: صورة بواسطة NEOM على Unsplash
بعيدًا عن تفسيرها على أنها مجرد أوهام أو خيالات، تشير الدراسات إلى أن هذه التجارب أكثر شيوعًا مما نعتقد. فقد أظهرت بعض الأبحاث أن نسبة كبيرة من الناس، تتراوح بين 47% إلى 82%، قد مروا بتجربة من هذا النوع. ولا يقتصر الأمر على أولئك الذين يؤمنون بالحياة بعد الموت، بل يشمل حتى المتشككين والملحدين.
## بين العلم والروحانية: تفسير ظاهرة التواصل مع الموتى
تحاول العديد من النظريات تفسير هذه الظاهرة، منها “نظرية الروابط المستمرة” التي ترى أن الحب والعلاقة مع من نحبهم لا تنتهي بالموت الجسدي، بل تستمر بشكل روحي ونفسي. فقد يشعر الفرد بوجود عزيزه المتوفى من خلال الأحلام، أو سماع صوته، أو الشعور بلمسته.
لكن بعض التجارب تتجاوز حدود الحزن والحنين، حيث يدعي البعض أنهم تواصلوا مع أشخاص متوفين لم يسبق لهم معرفتهم، مما يفتح الباب أمام فرضيات أخرى أكثر عمقًا وتعقيدًا.
## هل الوعي أبدي؟
تطرح هذه التجارب أسئلة جوهرية حول طبيعة الوعي ومصيرنا بعد الموت. هل ينتهي كل شيء بانتهاء الجسد، أم أن هناك جزءًا منّا يستمر في الوجود بشكل ما؟
المصدر: دكتور إيمانتس باروش / استخدم بإذن.
يقول الدكتور إيمانتس باروش، أستاذ علم النفس في جامعة ويسترن ومؤلف كتاب “الموت كحالة متغيرة من الوعي”: “علينا أن نكون منفتحين على هذه التجارب وندرسها بموضوعية وعقلانية، فالعلم لا يتوقف عند حدود المعتقدات السائدة”.
يبقى التواصل مع الموتى أحد أكثر الألغاز غموضًا التي تواجه الإنسان، مُلهمًا العديد من الأسئلة التي قد لا نجد لها إجابات قاطعة. ولكن يبقى الأهم هو التعامل مع هذه التجارب باحترام وفهم، مع الاستمرار في البحث عن الحقيقة بكل موضوعية وانفتاح.