لماذا طفلك متشبث بك وكيف تتعاملين معه
لماذا يتشبث طفلك بك وكيف تتعاملين معه؟
في عالمنا سريع التغيّر، قد يظهر قلق الأطفال بطرق مختلفة، منها التشبث الزائد بالوالدين. قد يبدو الأمر محيّرًا للوهلة الأولى، لكن فهم دوافع هذا السلوك يُسهّل التعامل معه.
بدلاً من اعتبار التشبث مجرد سلوك مزعج، دعونا ننظر إليه كرسالة من صغيركِ يخبركِ من خلالها باحتياجاته. فهم هذه الاحتياجات هو مفتاح مساعدته على الشعور بالأمان والاستقلالية.
4 أسباب محتملة وراء تشبث طفلكِ بكِ
لكي تتمكني من تلبية احتياجات طفلكِ على نحو فعال، عليكِ أولاً فهم الدافع وراء سلوكه. إليكِ بعض الأسباب الشائعة التي قد تدفع طفلكِ إلى التشبث بكِ:
1. القلق والتوتر
قد يكون التشبث وسيلة طفلكِ للبحث عن الأمان والطمأنينة، خاصةً في المواقف الجديدة أو غير المألوفة. يحتاج بعض الأطفال إلى المزيد من الدعم العاطفي للتأقلم مع محيطهم.
يُعدّ التعلق الآمن بين الطفل ووالديه أساسًا لنموه النفسي السليم. فمن خلال التشبث بكِ، يُظهر لكِ طفلكِ ثقته بكِ واحتياجه لقربكِ.
نصيحة: إذا شعرتِ أن قلق طفلكِ مفرط، فلا تترددِ في استشارة أخصائي نفسي. يُمكنكِ أيضاً مشاهدة فيديوهات تثقيفية على منصة يوتيوب حول كيفية التعامل مع قلق الأطفال.
2. عدم القدرة على التنبؤ
يُمكن أن يُثير عدم انتظام الروتين اليومي أو كثرة التغييرات في حياة الطفل شعورًا بعدم الأمان لديه. فعندما لا يعرف ما هو متوقع، قد يلجأ إلى التشبث بكِ كوسيلة للتحكم في محيطه.
3. الملل والرغبة في اللعب
قد يكون التشبث مجرد طريقة طفلكِ لجذب انتباهكِ ورغبته في اللعب والتفاعل معكِ. فبدلاً من التعبير عن ذلك لفظيًا، يلجأ إلى لغة الجسد للتواصل معكِ.
4. اختبار الحدود
يمر الأطفال بمرحلة يستكشفون فيها حدودهم ويختبرون ردود أفعال من حولهم. قد يكون التشبث طريقة لاختبار صبركِ وفهم القواعد التي وضعتيها.
تذكّري: يتعلم الأطفال من خلال التجربة والتفاعل مع محيطهم. كوني صبورة وفهمي أن سلوك طفلكِ هو وسيلته للتواصل معكِ.
3 نصائح للتعامل مع الطفل المتشبث
1. خصّصي وقتًا للتفاعل الإيجابي
بدلاً من الانتظار حتى يلجأ طفلكِ إلى سلوك التشبث لجذب انتباهكِ، بادري أنتِ بتخصيص وقت للتفاعل معه بشكل إيجابي. اللعب معًا، قراءة قصة، أو مجرد التحدث معه لبعض الوقت يُساعده على الشعور بالأمان والحب.
2. وضّحي روتين يومه
يساعد الروتين المنتظم على تهدئة قلق الطفل ويُشعره بالأمان. حاولي الالتزام بمواعيد النوم والطعام واللعب قدر الإمكان.
3. كوني واضحة في وضع الحدود
من المهم وضع حدود واضحة لسلوك طفلكِ، حتى وإن كان ذلك من خلال التشبث بكِ. اشرحي له بهدوء ما هو مقبول وما هو غير مقبول، واستخدمي نبرة حازمة ولكن محبة.
ختامًا، تذكّري أن التشبث هو سلوك طبيعي عند الأطفال، وغالبًا ما يختفي مع الوقت. من خلال فهم أسبابه وتطبيق بعض النصائح البسيطة، يُمكنكِ مساعدة طفلكِ على التغلب على قلقه وبناء شخصية قوية ومستقلة.
لماذا طفلك “ملتصق” بك وكيف تتعاملين معه؟
هل طفلك كظلكِ لا يفارقكِ أبدًا؟ هل يبحث عن قربكِ بشكلٍ مُلّح، حتى أنه يُصبح من الصعب عليكِ إنجاز مهامكِ اليومية؟ لا تقلقي، أنتِ لستِ وحدكِ! فالتعلق الشديد بالأم سلوكٌ طبيعيٌ عند الأطفال، خاصةً في مراحل مُعينة من نموهم.
يُمكن أن يكون هذا التعلق – الذي قد يبدو أحيانًا مُبالغًا فيه – مجرد طريقة طفلك للتعبير عن حاجتهِ للحب، والاهتمام، والشعور بالأمان. ولكن، كيف نفرّق بين التعلق الطبيعي وبين السلوك المُقلق؟ وكيف نتعامل معه بطريقةٍ إيجابية تُساعد على بناء شخصيةٍ سويّةٍ لطفلكِ؟
لماذا طفلي متعلق بي بشدّة؟
هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع طفلكِ إلى التعلق بكِ بشكلٍ مُفرط، منها:
* **مراحل النمو:** يمرّ الأطفال بمراحلَ عمريةٍ مُختلفة، تزداد فيها حاجتهم للشعور بالأمان والقرب من الأم، خاصةً في عمر 6 أشهر إلى 3 سنوات.
* **التغيرات الحياتية:** قد تُؤثر التغيرات الحياتية الكبيرة، كـ الانتقال إلى منزلٍ جديد، أو ولادة طفلٍ جديد، أو حتى بدء التحاقهِ بالمدرسة، على شعور طفلكِ بالأمان، مما يدفعهِ إلى التمسك بكِ بشكلٍ أكبر.
* **القلق والخوف:** قد يكون التعلق الشديد ردّ فعلٍ طبيعيٍ لمشاعر القلق أو الخوف التي قد يُعاني منها طفلكِ، سواءً كانت ناتجةً عن مواقف حياتية مُحددة، أو عن شخصيتهِ الحساسة.
* **قلة الثقة بالنفس:** قد يُعاني بعض الأطفال من قلة الثقة بأنفسهم، مما يدفعهم إلى البحث عن الدعم والاطمئنان بشكلٍ مُستمر من خلال التعلق بالأم.
كيف أتعامل مع طفلي “الملتصق”؟
التعامل مع الطفل “الملتصق” يتطلب الصبر والحكمة، وإليكِ بعض النصائح التي قد تُساعدكِ:
- كوني سبّاقةً في منح طفلكِ الاهتمام والحب: لا تنتظري حتى يُصبح طفلكِ “ملتصقًا” بكِ لمنحهِ الاهتمام، بل بادري أنتِ بذلك من خلال قضاء وقتٍ خاصٍ معهِ، والتحدث إليهِ، والمشاركة في اللعب معهِ.
- حدّدي روتينًا يوميًا ثابتًا: يُساعد الروتين الطفل على الشعور بالأمان والاستقرار، لذلك حاولي تحديد مواعيد ثابتة للنوم، والطعام، واللعب.
- وضّحي حدودًا واضحة: من المهم أن تُحدّدي لطفلكِ حدودًا واضحة لسلوكهِ، فمن غير المقبول، على سبيل المثال، أن يتسلق فوقكِ أثناء عملكِ، أو أن يقاطعكِ بشكلٍ مُستمر أثناء حديثكِ مع الآخرين.
- شجّعي طفلكِ على اللعب بشكلٍ مستقل: خصّصي وقتًا للعب مع طفلكِ، ولكن شجّعيهِ أيضًا على اللعب بشكلٍ مستقل، وذلك من خلال توفير بيئةٍ آمنة ومحفّزة للعب.
- لا تستجيبي للنوبات العاطفية: قد يلجأ بعض الأطفال إلى النوبات العاطفية كوسيلة لجذب الانتباه، في هذه الحالة، حاولي التزام الهدوء، ولا تستجيبي لهذه النوبات، بل انتظري حتى يهدأ طفلكِ ثم تحدثي معهِ بهدوء.
- لا تتردّدي في طلب المساعدة: إذا شعرتِ أن تعلق طفلكِ بكِ أصبح مُفرطًا ويُؤثر على حياتهِ اليومية، أو إذا كان يُعاني من مشاعر القلق أو الخوف، فلا تتردّدي في طلب المساعدة من أخصائي نفسي.
تذكري أن التعامل مع طفل “ملتصق” يتطلب الصبر والوقت، ولكن مع التعامل الصحيح، سيتمكن طفلكِ من بناء شخصيةٍ قوية ومستقلة.
لماذا يتمسك طفلك بكِ وكيف تتعاملين مع ذلك؟
يُعدّ التمسك بسلوك شائع لدى الأطفال، خاصة في مراحل نموهم الأولى. فبينما يرى البعض هذا التعلق مُجرد “دلع زائد”، إلا أنه في حقيقة الأمر يُمثل وسيلة تواصل أساسية يعبر من خلالها طفلك عن احتياجاته ومشاعره.
يُمكن أن يكون التمسك بمثابة صرخة لطلب الاهتمام، أو شعور بعدم الأمان، أو حتى رغبة في قضاء وقت أطول معكِ. فعندما يشعر طفلك بالخوف أو التوتر، يلجأ إليكِ كمصدر للأمان والاطمئنان.
كيف تتعاملين مع تمسك طفلك؟
- احتوي مشاعره: بدلاً من تجاهل تمسكه أو انتقاده، حاولي فهم مصدر قلقه و طمئنيه بأنكِ بجانبه.
- خصصي وقتًا خاصًا له: قومي بتخصيص وقت قصير يوميًا للعب والتفاعل مع طفلك بشكل حصري، فهذا يساعده على الشعور بالأمان والثقة.
- شجعيه على الاستقلالية: قومي بتشجيع طفلك على اللعب بمفرده و استكشاف الأشياء من حوله، و امدحيه على كل خطوة يخطوها نحو الاستقلالية.
- حددي حدودًا واضحة: من الهام أن تتذكري أن احتواء مشاعر طفلك لا يعني الاستجابة لكل طلباته، فمن الضروري وضع حدود واضحة لسلوكه وتعليمه كيفية التعبير عن احتياجاته بشكل مناسب.
هل لا تزال لديكِ أسئلة حول تمسك طفلك؟
شاركي بتعليقاتكِ وأسئلتكِ في الأسفل، وسأكون سعيدة بالإجابة عليها.
الدكتورة ياسمين
ملاحظة: هل تريدين المزيد من المساعدة؟ اطلعي على ورشة العمل المجانية الخاصة بي حول الانضباط، “كيف تجعلين أطفالك يستمعون دون صراخ”، للحصول على نظرة أعمق حول الانضباط وتحديد العواقب بقصد واحترام.
هل أعجبكِ هذا المقال؟ لا تضيّعيه! انقري أدناه لحفظه على Pinterest الخاص بكِ!