رسالة إلى ابن أخي المتعافي
رحلة الأبوة: عندما تُزهر الأمل من رحم التحديات
عزيزي إم،
مبروك قدوم مولودك الجديد! أعلم أن مشاعرك الآن عبارة عن سيمفونية من الحب الغامر لطفلك، ورهبة المجهول، وربما قليل من الإرهاق الممزوج بسعادة لا توصف. إنها رحلة يخوضها كل أب، رحلة فريدة ومليئة بالتحديات، ولكنها في الوقت ذاته، زهرة جميلة تتفتح في حديقة الحياة.
أعلم أنك ربما تمنيت لو كان والدك، أخي رحمه الله، موجودًا بيننا اليوم ليشاركك هذه الفرحة، ويقدم لك الدعم الذي لطالما احتجت إليه. أتذكّر جيدًا نظراتك التائهة عندما رحل عنا وأنت في الخامسة عشرة من عمرك، وكيف حاولت جاهدًا أن تكون السند لوالدتك رغم ألم الفقد.
تمرّ سنوات، وأراك تكبر، وتواجه تحديات الحياة بشجاعة. أذكر ذلك اليوم الذي حاولتُ فيه حمايتك من الوقوع في فخ الإدمان، تمامًا كما فعلت مع والدك. حذرتك من خطورة الاستعداد الوراثي للإدمان، وشدّدت على أهمية الابتعاد عن تلك المسارات المظلمة.
لكنّ الحياة تحمل في طياتها دروسًا قاسية، وها أنت ذا تخوض غمار تجربة الإدمان، وتواجه عواقبها. مررت بلحظات عصيبة، من مشاكل في الجامعة، إلى العمل في توصيل البيتزا، وصولًا إلى تجربة الميثادون للتخلص من الهيروين.
رغم كل ذلك، لم أفقد الأمل بك يومًا. شعرت بفرحة غامرة عندما أخبرتني عن عملك في مركز العلاج. إنها خطوة رائعة تدل على قوّتك ورغبتك الصادقة في مساعدة الآخرين. أنت الآن مصدر إلهام لمن هم في رحلة التعافي، فخبرتك تجعلك مرشدًا فريدًا قادرًا على فهم معاناتهم وتقديم الدعم اللازم.
لا أستطيع وصف شوقي لرؤية طفلك ، و مشاركتك هذه الفرحة العظيمة.
ملاحظة: لقد حصلت على موافقة ابن أخي قبل كتابة هذه المقالة.