علم النفس الاجتماعي

دراسة: الشباب أكثر سعادة بالعزوبية مقارنة بما كانوا عليه قبل عقد من الزمان

هل جيل اليوم أكثر سعادة بالعزوبية؟ دراسة تكشف عن اتجاهات جديدة

كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة نشرة علم النفس الاجتماعي والشخصية عن ظاهرة لافتة للنظر، وهي أن الشباب في العصر الحالي، وتحديدًا من تتراوح أعمارهم بين 14 و20 عامًا، يُبدون رضا أكبر عن العزوبية مقارنةً بنظرائهم قبل عقد من الزمن.

وتأتي هذه الدراسة في ظلّ تحولات مجتمعية ملحوظة، أبرزها انخفاض معدلات الزواج، وارتفاع معدلات الطلاق، وتزايد عدد الأسر التي يعيش فيها فرد واحد. وقد دفعت هذه التغيرات الباحثين للتساؤل حول ما إذا كان العزاب اليوم أكثر رضا عن وضعهم مقارنة بالأجيال السابقة.

وتقول تيتا جونزاليس أفيليس، الباحثة الرئيسية في الدراسة من جامعة يوهانس جوتنبرج في ماينز: “مقارنةً بجيل أجدادنا، يتزوج الناس اليوم بشكل أقل، وتزداد معدلات الطلاق. في الوقت نفسه، أصبحت أشكال العلاقات الأخرى، مثل المساكنة والعزوبية الطويلة، أكثر قبولًا. لكن يبقى السؤال: هل يُترجم هذا القبول الاجتماعي إلى شعور حقيقي بالسعادة لدى العزاب؟”.

اعتمدت الدراسة على بيانات من دراسة طويلة الأمد تُعرف باسم “تحليل اللوحة للعلاقات الحميمة وديناميكيات الأسرة” (pairfam)، والتي شملت مشاركين من أربع مجموعات مواليد: 1971-1973، 1981-1983، 1991-1993، و2001-2003. وتم جمع البيانات بين عامي 2008-2011 و2018-2021. وركزت الدراسة على المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و40 عامًا والذين ظلوا عازبين طوال فترة الدراسة.

وطُلب من المشاركين الإجابة عن أسئلة حول وضعهم العاطفي ومدى رضاهم عن حياتهم كعازبين. وتم قياس الرضا عن العزوبية من خلال سؤال واحد: “ما مدى رضاك ​​عن وضعك كشخص أعزب؟” على مقياس من 0 (غير راضٍ للغاية) إلى 10 (راضٍ للغاية).

نتائج الدراسة: جيل جديد أكثر سعادة بالعزوبية

أظهرت نتائج الدراسة أن مجموعة المواليد المتأخرين (2001-2003) كانت تضمّ نسبة أعلى من العزاب (47%) مقارنةً بمجموعة المواليد الأوائل (1991-1993) والتي كانت نسبة العزاب فيها 42%. وكان المراهقون في مجموعة المواليد المتأخرين أكثر رضا عن عزوبيتهم من أولئك في مجموعة المواليد الأوائل، مما يشير إلى تحول إيجابي في النظرة للعزوبية بمرور الوقت.

وأشارت جونزاليس أفيليس إلى أن “العزوبية تتغير بمرور الوقت، خاصةً بالنسبة للمراهقين. فمراهقو اليوم ليسوا فقط أكثر عزوبية مما كانوا عليه قبل عشر سنوات، بل إنهم أيضًا أكثر رضا عن كونهم عازبين”.

العوامل المؤثرة على الرضا عن العزوبية

وجد الباحثون أن العمر وسمات الشخصية، وخاصة العصبية، من أهم العوامل التي تؤثر على رضا الفرد عن العزوبية. فقد انخفض مستوى الرضا عن العزوبية مع تقدم العمر، وكان المراهقون أكثر رضا عن كونهم عازبين، في حين أفاد البالغون الناشئون والبالغون المستقرون بمستويات رضا أقل. كما ارتبطت المستويات الأعلى من العصبية بانخفاض مستوى الرضا عن العزوبية والحياة بشكل عام.

مستقبل العزوبية: نظرة نحو المستقبل

تُسلط هذه الدراسة الضوء على تحول هام في نظرة المجتمع للعزوبية، خاصةً بين الأجيال الشابة. وتُشير إلى أن العزوبية لم تعد تُنظر إليها على أنها مرحلة مؤقتة أو غير مرغوب فيها، بل أصبحت خيارًا مقبولًا بل ومرضيًا للكثيرين.

وتُشجع هذه الدراسة على إجراء المزيد من الأبحاث حول العوامل التي تُسهم في سعادة ورضا العزاب، وكيفية دعم احتياجاتهم وتطلعاتهم في مجتمع يتغير باستمرار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock