حماية عشك: التغلب على تحديات العلاقة الأبوية الجديدة
## بناء عش الحب: كيف تحافظ على علاقتك قوية بعد ولادة طفل
يُعدّ الإبحار في عالم الأبوة والأمومة تجربةً ساحرةً مليئةً بالتحديات، فنحن أمام خليطٍ فريدٍ من المشاعر، حيث تمتزج بهجة قدوم مولود جديد مع مشاعر القلق والمسؤولية. قد نشعر بقربٍ شديد من شريك حياتنا، وفي الوقت نفسه، قد تزداد المسافة بيننا بسبب ضغوط الحياة الجديدة. نتوق إلى تلك اللحظات الهادئة التي كنا نتمتع بها قبل قدوم الطفل، ولكننا في الوقت نفسه، لا نستطيع تخيل حياتنا بدونه. إذا وجدت نفسك في دوامة هذه المشاعر المتناقضة، فتأكد أنك لست وحدك.
كثيرًا ما نُفاجأ بالتأثير الكبير للأطفال على علاقتنا الزوجية. فقد أظهرت دراسة حديثة أجريت عام 2022 أن الرضا الزوجي يتراجع بشكلٍ ملحوظٍ لدى الأزواج بعد ولادة الطفل، ويستمر هذا التراجع حتى العامين الأولين من حياة الطفل. لا يعني ذلك أن علاقاتنا محكوم عليها بالفشل، بل يدعونا إلى إدراك أهمية الاستعداد لهذه المرحلة الجديدة وتحصين علاقتنا الزوجية لمواجهة تحدياتها.
بدلاً من الانغماس في عالم الأحلام الوردية حول الأبوة والأمومة، علينا أن نُدرك أن بناء عائلة قوية يبدأ ببناء أساس متين لعلاقتنا الزوجية. فالتحضير لقدوم الطفل لا يقتصر على تجهيز غرفة النوم وشراء الألعاب، بل يتعدى ذلك ليشمل تعزيز أواصر التواصل والحميمية وقضاء وقتٍ ممتعٍ معًا.
حدد علماء النفس ثلاثة عوامل أساسية تُساهم في حماية العلاقة الزوجية من التصدع بعد ولادة طفل، وهي: التواصل، وقضاء الوقت معًا، والحميمية. دعونا نتناول كل عاملٍ منها بشيءٍ من التفصيل.
التواصل: حجر الأساس لعلاقة قوية
قد يبدو التواصل أمراً بسيطاً، أليس كذلك؟ مجرد التعبير عما يدور في أذهاننا. ولكن ماذا لو كانت الساعة الرابعة فجراً، وقد استيقظ طفلكما للمرة الثالثة، وحفاضته بحاجةٍ إلى تغيير، والجميع يبكي، ولديكما عملٌ في الصباح؟ هنا يكمن التحدي الحقيقي.
لتعزيز التواصل بينكما، يُنصح بممارسة ”الحوار اليومي المُخفف للتوتر” الذي طوره معهد غوتمان. تُركز هذه التقنية على تعزيز الاستماع النشط، أي الإنصات إلى شريك حياتك باهتمامٍ وتعاطفٍ ودون إصدار أحكام. عندما نمارس هذه التقنية بشكلٍ يومي، نُصبح أكثر قدرةً على التعبير عن مشاعرنا بوضوحٍ واحترام، ونُصبح أكثر تفهماً لمشاعر شريكنا. إليكم خطوات تطبيق هذه التقنية:
- الخطوة الأولى: تشاركوا أحداث يومكما، مع التركيز على الأمور التي سببت لكم التوتر أو الضغط.
- الخطوة الثانية: تجنبوا إعطاء النصائح غير المرغوب بها.
- الخطوة الثالثة: أظهروا الاهتمام من خلال التواصل البصري والتخلص من مصادر تشتيت الانتباه كالهواتف المحمولة.
- الخطوة الرابعة: عبّروا عن تفهمكم لمشاعر شريككم من خلال التعاطف والتحقق من مشاعره (مثال: “أتفهم شعورك”، أو “يؤسفني أنك مررت بيومٍ سيء”).
- الخطوة الخامسة: كونوا سنداً وعوناً لش