حبوب الكيتامين تقدم الأمل والمخاطر لمرضى الاكتئاب المقاوم للعلاج

الكيتامين: هل هو طوق نجاة لمرضى الاكتئاب العُصابي؟
في عالمٍ يعاني فيه الملايين من الاكتئاب العُصابي، ذلك المرض النفسي المُنهك الذي لا يستجيب للعلاجات التقليدية، يلوح الكيتامين كبارقة أمل جديدة. فمنذ سنوات، بدأ الباحثون في اكتشاف قدرة هذا المخدر، المعروف باستخدامه في التخدير، على تخفيف أعراض الاكتئاب بشكلٍ سريعٍ وفعال، حتى لدى أولئك الذين لم يستجيبوا للعلاجات الأخرى.
وتشير الدراسات، مثل تلك التي أجرتها جامعة أكسفورد ونشرت في مجلة “لانسيت” الطبية، إلى أن الكيتامين يمكن أن يُحدث تحسنًا ملحوظًا في أعراض الاكتئاب خلال ساعاتٍ قليلةٍ من تناوله، ويستمر تأثيره لعدة أسابيع. ويُعتقد أن سر فعالية الكيتامين يكمن في قدرته على التأثير على ناقلٍ عصبيٍّ يُدعى الغلوتامات، والذي يلعب دورًا هامًا في تنظيم المزاج والذاكرة.
ومع ذلك، لا يزال استخدام الكيتامين لعلاج الاكتئاب في مراحله التجريبية، وهناك العديد من التحديات التي تواجه اعتماده كعلاجٍ رسمي. فمن ناحية، فإن تأثير الكيتامين قصير الأمد، ويتطلب الأمر تكرار الجرعات للحفاظ على فعاليته. ومن ناحيةٍ أخرى، فإن الاستخدام طويل المدى للكيتامين قد يُؤدي إلى آثارٍ جانبيةٍ خطيرة، مثل الإدمان وتلف المثانة.
وبينما يواصل العلماء سعيهم لفهم آلية عمل الكيتامين وتطوير طرقٍ آمنةٍ وفعالةٍ لاستخدامه، يبقى الأمل معقودًا على أن يُصبح هذا المخدر يومًا ما سلاحًا فعالًا في مواجهة الاكتئاب العُصابي، مانحًا الأمل لملايين المرضى حول العالم.