بين الدعم والمبالغة: كيف نساند أطفالنا ذوي الاحتياجات الخاصة دون إجحاف؟
كآباء، نواجه باستمرار معضلة توفير الدعم لأطفالنا ذوي الاحتياجات الخاصة دون مبالغة قد تؤثر على استقلاليتهم وتفاعلهم الطبيعي مع المجتمع. فبينما يسعى البعض لتوفير كل سبل الراحة لأطفالهم اعتقاداً منهم بتجنيبهم أي صعوبة، يرى آخرون ضرورة تعويدهم على مواجهة التحديات كغيرهم.
لكن، أليست العدالة تكمن في حصول كل فرد على ما يحتاجه ليتمكن من المشاركة والتفاعل بشكل متكافئ؟ فكما قال المعلم ريك لافوي: “العدالة تعني أن يحصل كل شخص على ما يحتاج إليه”.
فلنفكر في الفصل الدراسي، فإذا كان توفير قارئ للطالب ذو صعوبات التعلم يساعده على التركيز وتحقيق نتائج أفضل، فهل يُعد ذلك إجحافاً بحق زملائه؟ بالطبع لا، بل يساهم في خلق بيئة تعليمية عادلة تتيح لكل طالب فرصة التعلم والتطور.
وقد شهدتُ بنفسي التأثير الإيجابي للتسهيلات التي حصلت عليها ابنتي في المدرسة، حيث لم تساعدها فقط على التعلم بشكل أفضل، بل عززت ثقتها بنفسها وشعورها بالانتماء.
ويمتد الأمر إلى خارج أسوار المدرسة، فقد لاحظت فرقاً كبيراً عند استخدامنا لتسهيلات ذوي الاحتياجات الخاصة في الأماكن العامة مثل الحدائق والمتاحف. فبدلاً من الإرهاق ونوبات الغضب، أصبحت رحلاتنا أكثر متعة وسلاسة.
لكن المشكلة تكمن في سوء استخدام هذه التسهيلات من قبل البعض، مما يدفع بعض الجهات إلى التشدد في شروط الحصول عليها. فمثلاً، أثارت التغييرات التي أجرتها شركة ديزني على سياسات ذوي الاحتياجات الخاصة جدلاً واسعاً، حيث اشتكى الكثير من الأهالي من صعوبة الحصول على التصاريح اللازمة لأطفالهم.
وفي ظل هذا الجدل، يبقى السؤال مطروحاً: كيف نضمن توفير الدعم اللازم لمن يستحقه دون التأثير على حقوق الآخرين؟
أعتقد أن الحل يكمن في التوعية بأهمية احترام هذه التسهيلات وعدم استغلالها، مع ضرورة تطوير آليات أكثر مرونة وفعالية لتقييم الاحتياجات الفردية وتوفير الدعم المناسب.
فلنتذكر دائماً أن كل طفل فريد من نوعه له احتياجاته الخاصة، ودورنا كآباء يتمثل في توفير الدعم اللازم له ليتمكن من التطور والتفاعل بشكل إيجابي مع العالم من حوله.