كيف تصقل مهارات البحث لدى الطلاب لخدمتهم مدى الحياة؟
المصدر: Faruk Kaymak (FKaymak) / Unsplash، تم استخدامه بإذن
هذه المقالة هي الرابعة في سلسلة مقالاتنا.
لا يقتصر هدفنا من مساعدة الطلاب على التحول إلى باحثين أكفاء على إعدادهم لمشروع بحثي واحد فحسب، بل يتعدى ذلك لضمان استفادتهم من هذه المهارات طوال حياتهم. فينبغي أن يتقن الطلاب أساسيات البحث التي تُطبق في مختلف المجالات، مثل التقييم النقدي للمصادر والالتزام بالأخلاقيات البحثية، مع التحلي بالمرونة لتجربة مناهج جديدة وبناء روابط معرفية جديدة. وقد برع طلاب مدرسة لاجونا بيتش الثانوية (LBHS) في ذلك.
في الجزء الأول من هذه السلسلة، أجرينا حوارًا شيقًا مع جون شين، المعلم المُلهم ومنسق التكنولوجيا التعليمية الذي يدير برنامج البحث الاستكشافي الأصيل (AER) في مدرسة LBHS. يستوحي هذا البرنامج الفريد فكرته من برنامج البحث المتقدم في الأصيل التابع لمنطقة مدارس بالو ألتو الموحدة، حيث يقرن الطلاب بمرشدين ذوي خبرة (مثل موظفي LBUSD وخبراء الصناعة والأكاديميين) لمساعدتهم في البحث عن إجابات لأسئلتهم في مجالاتهم المُفضلة.
كان كارتر جيري، الطالب السابق في مدرسة لورانس الثانوية، هو ثالث مراهق يشاركنا تجربته المُلهمة في برنامج AER ونتائج بحثه. ولعل أبرز ما ميّز تجربة جيري هو استخدامه لمهاراته البحثية في مشاريع أخرى خارج إطار البرنامج، مثل تعزيز الصحة البدنية والعقلية. وتُظهر لنا مهارات البحث التي صقلها جيري في البرنامج، إلى جانب شغفه بمشاريعه الجديدة، كيف يُمكن للطلاب اكتساب مهارات بحثية تعود عليهم بالنفع طوال حياتهم.
جيني جرانت رانكين: كيف يُمكن للمعلمين مساعدة الطلاب على إجراء أبحاث فعالة تُفيدهم في مشاريعهم الحالية والمستقبلية؟
كارتر جيري: يُمكن للمعلمين تشجيع الطلاب على التفكير في الجوانب المختلفة للمشروع التي تؤثر على الفرضية البحثية بدلاً من التركيز على الفرضية نفسها. فعندما بحثتُ في تصميم السيارات وأسباب اختلافها، اضطررتُ إلى دراسة كل عامل يُساعدني في بناء حُجة قوية. فما بدأ كبَحث في السيارات تحول سريعًا إلى دراسة في علم الاجتماع الاقتصادي والتنشئة المجتمعية ودور الحكومة في الأحداث الدبلوماسية والصراعات. لقد تغير تصميم السيارات لأن الشركات المصنعة كانت تتنافس مع بعضها البعض لبيع المزيد من السيارات أو لتحسين الكفاءة، لكن الجانب الأهم كان ذوق الجمهور، لذلك كان عليّ أن أبحث في تغيرات أذواق الجمهور ومنشأ اهتماماتهم. يفتح البحث في جوانب التأثير الكثير من الأبواب لتطبيقها على مشاريعك، بدلاً من البحث عن إجابة معروفة بالفعل. يُمكن للمعلمين تعليم طلابهم كيفية رؤية التأثيرات الخفية، واستخلاص الاستنتاجات بأنفسهم لتعزيز حججهم، وتسريع عملية البحث. إن إتقان مهارات البحث ينفع طوال الحياة، مما يجعل كل مسعى تعليمي جديد مثيرًا للدهشة بدلاً من أن يكون مُملًا.
جيه آر آر: ما أهم شيء تعلمته عن إجراء البحوث؟
سي جي: الأهمية والتأثير: أهم ما تعلمته أثناء إجراء البحث هو مراعاة تأثير دراستي على المعلومات المتاحة بالفعل. من السهل إجراء البحث واقتباس ما يعرفه معظم الناس، لكن البحث الفعّال لا يكون معروفًا أو مدروسًا على نطاق واسع؛ من المفترض أن يشكك البحث في المعرفة الحالية ليُنتج معرفة جديدة.
جيه آر آر: ما أهم شيء تعلمته عن التواصل البحثي أو العمل الآخر؟
سي جي: إن معرفة جمهورك هو أهم ما تعلمته عن توصيل أعمالي. لقد ساعدني وضع نفسي في مكان القارئ في تنظيم بحثي لشرح النتائج التي توصلت إليها بشكل أفضل لشخص قد يحتاج إلى التعرف على موضوعي أو سبب أهميته. آخر شيء تُريده هو أن يشعر جمهورك بالحيرة؛ فالشرح الواضح والبسيط لنتائجك يُساعد القارئ على فهمها وربطها بما يعرفه بالفعل.
جيه آر آر: ما هي الدروس المستفادة من AER التي تجد نفسك تطبقها في جهودك الحالية لتعزيز الصحة العقلية؟
سي جي: لقد ساعدتني الخبرة البحثية التي اكتسبتها من AER في تسريع العمل الذي قمت به بعد المدرسة الثانوية. وفيما يتعلق بالبحث والمعلومات التي أقدمها، فأنا أعلم أن ما أكتشفه ليس جديدًا، لكن الرأي الشخصي الذي لدي هو الجديد، وهذا ما علمتني إياه AER. إن الأفكار التي لدي حول نمط الحياة وتطوير الذات لها أهمية أكبر من مجرد معلومات عادية.
لقد ساعدني التعلم من خلال التدريب العملي وتوجيهات المرشدين على توسيع فهمي بشكل كبير. لقد جعلتني هذه التجربة أدرك الفرص الهائلة التي لا تزال أمامي للتعلم والنمو. في AER، أتيحت لي الفرصة للمشاركة في البحث والتواصل مع الخبراء في هذا المجال وتطوير قناعات شخصية أهتم بها وضمان صدى هذه الأفكار لدى الآخرين وتوصيلها بشكل فعال.
*****
تُجسد قصة جيري ما نطمح إليه كمعلمين ومُربين، وهو أن يكون طلابنا قادرين على استخدام المعرفة والمهارات التي يتعلمونها في حياتهم العملية وأن يُطوروها باستمرار. ونأمل، كما في حالة جيري، أن يستخدم الطلاب مهاراتهم البحثية لمساعدة الآخرين ورسم مستقبل أفضل لعالمنا.