تحميل كتاب العلاج النفسي الحديث – قوة الإنسان – للكاتب إبراهيم عبد الستار
قد تيسَّر للكاتب الذي يكتب هذه السطور السفر إلى الولايات المتحدة في عام ١٩٧٤ لزيارة علمية لجامعة ميشيجان، بهدف معاينة التقدم في دراسة الاضطرابات النفسية والعقلية والابتكارات في مجال علاجها أو تعديلها. وقد أتاحت لنا الفرصة بالفعل لمراقبة عن كثب ما يجري في العيادات النفسية الجامعية والمؤسسات العلاجية الخاصة والعامة.
كانت ملاحظاتنا – لحسن الحظ – ترتبط بالتدريب المنظم على دراسة العلاج النفسي والمساهمة في عدد كبير من الندوات والمؤتمرات العلاجية المتنوعة. ونعترف أن ذلك أضاف الكثير إلى مفاهيمنا حول تعديل السلوك البشري واضطراباته، وزاد من إدراكنا لدور العلم والمعرفة التجريبية في التغلب على المواضيع التي كانت ومازالت تعتبر مجالًا للخرافة والجهل والتعتيم.
وبينما يلاحظ الكاتب التغير المستمر والتطور في تصوراته حول عملية العلاج النفسي خلال تلك الأعوام الأربعة التي كانت تهيمن على ذهنه في كثير من الأحيان، كان لديه رغبة قوية في مشاركة القارئ العربي بعض الخبرات والمعلومات المنظمة في هذا المجال. ولم تكن تلك الرغبة مقتصرة فقط على الكاتب، بل كان هناك أيضًا إحساس قوي بالمسؤولية الاجتماعية تجاه أبناء هذا الوطن العربي، سواء كانوا متخصصين يبحثون بشغف عن نظرية علمية متكامل