تحليل رسائلنا | علم النفس اليوم
لغة الجسد: عندما تتناقض كلماتنا مع أفعالنا
المصدر: بإذن من بيكسلز، كيرا بيرتون
كم مرة قلت فيها “أنا بخير” بينما كان قلبك يغلي من الداخل؟ إنّ محتوى رسالتنا لا يقتصر على الكلمات التي ننطقها فحسب، بل يتعداها ليشمل لغة جسدنا وتعابير وجوهنا ونبرة صوتنا. فعندما يقول أحدهم “اشتقت إليكِ بشدة” بينما عيناه تائهتان في أرجاء الغرفة، فمن الواضح أن كلماته لا تعكس حقيقة مشاعره.
يُطلق على هذا التناقض في لغة الجسد مصطلح “المأزق المزدوج”، وهو حالةٌ يتلقى فيها الشخص رسائل متضاربة تجعله في حيرة من أمره. تخيل زوجين، ليلى وسامي، تشتكي ليلى قائلة: “أشعر أنك لا تهتم بي”، لكنها سرعان ما تبتعد عندما يحاول سامي احتضانها. تُظهر ليلى رغبتها في الاهتمام من خلال كلماتها، لكنّها تُبعد سامي عنها بلغة جسدها، مما يوقعه في حيرةٍ من أمره.
كيف نتجنب الوقوع في فخّ الرسائل المتضاربة؟
الوعي بلغة الجسد: هل تجلس بظهر منحني أو تُمسك هاتفك أثناء حديث شريكك معك؟ هذه التصرفات تُظهر عدم الاهتمام، حتى لو كنت تُصغي بكل جوارحك. من المهم أن نُدرك أن لغة جسدنا قد تُفسر بطرق مختلفة، لذا علينا أن نكون حريصين على توظيفها بشكل صحيح.
التواصل الواعي: كلّ شيء نقوم به هو رسالة بحدّ ذاته، حتى الصمت. لذا، علينا أن نكون واعين لكلماتنا وأفعالنا، ونحرص على أن تُعبّر عن مشاعرنا الحقيقية. فإذا كانت ليلى تُدرك تناقض مشاعرها تجاه سامي، فعليها أن تُصارحه بذلك بشكل واضح وصريح، بدلاً من إرسال إشارات متضاربة تُربك علاقتهما.
ختاماً، إنّ التواصل فنٌّ يتطلب الوعي والدقة. فعندما تتضافر كلماتنا مع أفعالنا، نستطيع بناء علاقات قوية وسليمة قائمة على الصدق والوضوح.