قوة البداية: كيف تتغلب على التسويف بتقنية بسيطة؟
هل سبق لك أن بدأت مشروعًا بشعورٍ من الحماس، ثم ما لبث هذا الحماس أن تلاشى أمام ضخامة المهمة؟ يُعرف هذا الشعور بالتسويف، وهو عدوّ الإنتاجية اللدود. لكن، ماذا لو أخبرتك أن هناك تقنية نفسية بسيطة، مستوحاة من نادلة في مقهى، يمكنها أن تساعدك على التغلب على التسويف وتحقيق أهدافك؟
في عشرينيات القرن الماضي، لاحظت عالمة النفس الروسية بلوما زيجارنيك ظاهرة غريبة في أحد مقاهي فيينا. فقد لاحظت أن النُدُل يتذكرون طلبات الزبائن بوضوح عندما تكون قيد التنفيذ، ولكن بمجرد تقديم الطلب، ينسى النادل تفاصيله كليًا. أثارت هذه الملاحظة فضول زيجارنيك، ودفعتها لإجراء سلسلة من التجارب لدراسة هذه الظاهرة.
أظهرت تجارب زيجارنيك أن الأشخاص يميلون لتذكر المهام غير المكتملة بشكل أفضل من المهام المكتملة. فعندما نبدأ مهمة ما، يُخزن عقلنا هذه المهمة في “ذاكرة العمل”، والتي تُشبه “قائمة المهام” التي يعمل عليها الدماغ. وتبقى المهمة في هذه القائمة حتى يتم إكمالها، وعندها يتم نقلها إلى “ذاكرة طويلة المدى”. ولكن، إذا لم تكتمل المهمة، فإنها تبقى عالقة في “ذاكرة العمل”، مما يجعلها أكثر حضوراً في أذهاننا.
و يُعرف هذا التأثير باسم “تأثير زيجارنيك”، ويمكن استغلاله للتغلب على التسويف. فبدلاً من التركيز على ضخامة المهمة، حاول البدء بخطوة صغيرة وبسيطة. فمجرد البدء، مهما كانت الخطوة صغيرة، سيُنشط “تأثير زيجارنيك” ويُبقي المهمة حاضرة في ذهنك، مما يزيد من احتمالية إكمالها.
و لتطبيق هذه التقنية، يمكنك تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر وأكثر قابلية للإدارة. وابدأ بالمهمة الأسهل، فمجرد إنجاز مهمة واحدة، مهما كانت صغيرة، سيمنحك شعورًا بالإنجاز ويدفعك لإكمال بقية المهام.
و لا تنسى قوة المكافأة! فبعد إنجاز كل مهمة، كافئ نفسك بشيء تستمتع به. فهذا سيعزز من رغبتك في إكمال المهام ويُحوّل العمل من مهمة شاقة إلى تجربة ممتعة.
و في الختام، تذكر أن “الرحلة الطويلة تبدأ بخطوة واحدة”. فلا تدع التسويف يُسيطر عليك، وابدأ اليوم بتطبيق “تأثير زيجارنيك” لتحقيق أهدافك.
