تأثير البلوغ على التحيز العنصري ضد الأطفال السود
## ظاهرة النضج المبكر: كيف يُسلب الأطفال السود براءتهم؟
المصدر: آنا شفيتس/بيكسيلز
تخيلي طفلة سوداء في ربيعها الحادي عشر، تقف في باحة المدرسة. بدأت ملامح البلوغ بالظهور، وجسدها يتغير بوتيرة قد تجعلها تبدو أكبر من عمرها. ولكن، هل يكفي مجرد اختلاف جسدي لنسلب منها طفولتها؟ للأسف، فإن هذه الطفلة، كغيرها من الأطفال السود، غالباً ما تُعامل كشخص بالغ من قبل المعلمين والأقران على حد سواء. تُكال على عاتقها مسؤوليات وتوقعات تفوق سنها، وتُحرم من براءة الطفولة التي يستحقها كل طفل. هذه الظاهرة، التي تُعرف بـ “النضج المبكر”، تُجرد الأطفال السود من طفولتهم، وتُلقي على عاتقهم أعباءً نفسية واجتماعية لا يواجهها أقرانهم من ذوي البشرة البيضاء.
إنّ النظرة النمطية للأطفال السود على أنهم ”أكبر من سنهم” تُلقي بظلالها على صحتهم النفسية. فالضغط المستمر للتعامل معهم كبالغين، يُفاقم من مشاعر التوتر والقلق، ويُضعف من ثقتهم بأنفسهم. ولمعالجة هذه القضية، يجب علينا أولاً أن نعترف بوجودها، ثمّ نعمل على خلق بيئة تعليمية تُراعي خصوصية كل طفل واحتياجاته. وذلك من خلال تبني مناهج دراسية شاملة تُسلط الضوء على تاريخ وثقافة المجتمعات السوداء، وتُعزز قيم المساواة والعدالة الاجتماعية.
إنّ ظاهرة النضج المبكر مُتجذرة في التحيزات والصور النمطية التي يُروج لها مجتمعنا. فنجدها حاضرة في شتى مناحي الحياة، بدءاً من القوانين الصارمة في المدارس، وصولاً إلى الأحكام القضائية التي غالباً ما تكون أكثر قسوة على الأطفال السود. ففي دراسة أجراها جادسون ولويس عام 2022، والتي تعمقت في تجربة الفتيات السود المراهقات، تبيّن أنّه عندما تُظهر هؤلاء الفتيات سلوكيات إيجابية تتعارض مع الصورة النمطية السائدة عنهن، كأن يكنّ هادئات أو ذكيات، فإنّهنّ غالباً ما يُواجَهْنَ بردود فعل عنصرية تهدف إلى إسكاتهن أو تهميشهن.
المصدر: مشروع RDNE Stock/Pexels
فعلى سبيل المثال، قد تشعر الفتاة السوداء بأنها “غير مرئية” داخل الفصل الدراسي، خاصةً عندما ينسى المعلم اسمها، أو عندما يقاطعها زملاؤها أثناء النقاش. ولكن، في المقابل، تصبح هذه الفتاة ”مرئية بشكل مُبالغ فيه” عندما تُظهر أي سلوك سلبي، مما يُعرضها للمراقبة والتدقيق بشكل مُستمر. إنّ تجاهل الفتيات السود في بعض الأحيان، وإبرازهم بشكل مُبالغ فيه في أحيان أخرى، يُساهم في تعزيز الشعور بعدم العدل والتمييز الذي يتعرضن له داخل النظام التعليمي.
تاريخياً، لطالما عُومل الأطفال السود على أنهم أقل براءة وأ