المراهقون الذين يعانون من القلق والاكتئاب والوحدة هم أكثر عرضة للاعتماد المفرط على هواتفهم الذكية
## هل يصبح هاتفك ملاذك من القلق؟ دراسة تكشف العلاقة بين الصحة النفسية وإدمان الهواتف الذكية لدى المراهقين
أصبحت الهواتف الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياة المراهقين، ولكن هل فكرت يومًا بالعلاقة بين استخدامها والصحة النفسية؟ كشفت دراسة حديثة أجريت في كوريا الجنوبية ونُشرت في مجلة “التقارير العلمية” أن المراهقين الذين يعانون من القلق، والاكتئاب، والشعور بالوحدة، والتعرض للمعاملة العنيفة هم الأكثر عرضة للإفراط في استخدام هواتفهم الذكية، وكانت الفتيات أكثر عرضة من الفتيان.
فقد تخطت الهواتف الذكية كونها مجرد وسيلة اتصال أو ترفيه، لأصبحت أداة أساسية للتواصل الاجتماعي وبناء العلاقات بين المراهقين في العديد من دول العالم. وأظهرت دراسة وطنية في كوريا الجنوبية أن ما يقارب 25% من الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 69 عامًا يُصنفون كمفرطين في استخدامهم للهواتف الذكية، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بالسنوات السابقة.
ويُعرّف الإفراط في استخدام الهواتف الذكية بأنه الاعتماد المفرط عليها في الأنشطة اليومية والتفاعلات الاجتماعية، مما يؤثر سلبًا على جودة حياة الفرد. فقد يؤدي ذلك إلى ضعف التواصل المباشر، وانخفاض الإنتاجية، وتدهور الصحة النفسية، بالإضافة إلى مشاكل جسدية مثل إجهاد العين، واضطرابات النوم، وآلام الظهر والرقبة. ويبدو أن المراهقين هم الأكثر عرضة لهذا النوع من الإدمان.
وللتعمق في هذه الظاهرة، قام الباحثان دابوك نوه ومي سو شيم بدراسة هدفت إلى تحديد العوامل المؤثرة في الإفراط في استخدام الهواتف الذكية بين المراهقين، وتحديد الفئات الأكثر عرضة للخطر. واعتمدت الدراسة على بيانات من المسح السادس عشر لسلوكيات الشباب المعرضين للخطر في كوريا، والذي شمل 54948 طالبًا من 793 مدرسة في جميع أنحاء البلاد. وتراوحت أعمار الطلاب المشاركين بين 12 و 18 عامًا.
وكشفت نتائج الدراسة أن المراهقين الأكبر سنًا هم الأكثر عرضة للإفراط في استخدام هواتفهم الذكية، كما أظهرت الفتيات نسبة أعلى من حيث علامات الإفراط في الاستخدام (30%) مقارنة بالفتيان (21%). وكانت نسبة الإفراط في الاستخدام أعلى بين المراهقين من الأسر ذات الوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل أظهرت الدراسة أن خطر الإفراط في استخدام الهواتف الذكية كان أعلى بمرتين ونصف بين المشاركين الذين يعانون من قلق شديد (51%) مقارنة بمن يعانون من قلق بسيط (19%). كما ارتفعت نسبة الخطورة بين المشاركين الذين يعانون من الاكتئاب، والوحدة، والتعرض للعنف. وكانت الفتيات اللاتي يعانين من قلق شديد الفئة الأكثر عرضة للإفراط في استخدام الهواتف الذكية، حيث استوفت 53% منهن معايير هذه الحالة.
وأكد الباحثون على أهمية تقييم القلق والوقاية منه وعلاجه ضمن برامج التدخل الخاصة بالإفراط في استخدام الهواتف الذكية، نظرًا للعلاقة الوثيقة بينهما. وتسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية الاهتمام بالصحة النفسية للمراهقين، وتوفير الدعم اللازم لهم للوقاية من مخاطر الإفراط في استخدام التكنولوجيا.