غالبا ما يكون الفرد عرضة لجموعة من الضغوطات و الصراعات النفسية التي قد تزعزع عالمه الداخلي مخلفة اختلالا في توازنه مما يتطلب تدخلا نفسيا اجتماعيا من قبل نفساني او مختص في المجال النفسي الاجتماعي .
فهذا التدخل يساعد الأفراد في مواجهة هذه الصراعات و تجاوزها بأقل خسائر نفسية ،حيث أن هذا الأخير يقوم من خلاله المختص بتبني مجموعة من التقنيات الإكلينيكية التي من شأنها تسهيل هذا التدخل كالمقابلة الإكلينكية التي تقوم أساسا على حوار لفظي بين الطرفين ‘المعالج و المريض ‘و التي من خلالها يأخد المريض حرية التعبير و الحديث عن أحداثه الماضية و اليومية و عن مشاعره و انفعالاته بشتى أنواعها ،هناك أيضا تقنية المقاييس النفسية و اعتماد تقنية الرسم و اللعب التي تم تبنيها سابقا من قبل ملاني كلاين و ٱنا فرويد خاصة مع الافراد دون سن البلوغ و أيضا البالغين .. كون أن الحديث ليس دائما السبيل الوحيد للكشف عن ما هو داخلي ، ففي بعض الاحيان خلال المقابلات يتوقف بعض المرضى عن الحوار اللفظي ليسود الصمت خلال الجلسات العلاجية مما قد يؤثر على تقدمها و يهدد بفشلها ، و على هذا الاساس يلجأ المعالجون لتبني و اعتماد و بل و الاستعانة بوسائل اخرى لخلق ذلك الحوار من جديد و بناء جدار التواصل بين الطرفين لعكس المشاكل و الصعوبات النفسية .
و لعل أهم هذه الوسائل كما ذكرت تقنية الرسم
سواء كعامل مساعد أو رئيسي في العملية العلاجية .
هذا الاخير أي الرسم يعد بالدرجة الأولى عمل فني تعبيري يقوم به سواء الطفل، المراهق أو حتى الراشد و بالدرجة الثانية هو بديل للغة ليكون ذلك المنفد الثاني للتواصل غير اللفظي مع الاخرين و شكل من أشكال التنفيس و عكس العالم الداخلي من مشاعر و ضغوطات و غيره و وسيلة لفهم العوامل النفسية و راء السلوك
الأخصائية النفسية الاكلينيكية : حسناء غزالي