علم نفس الاطفال

الطريقة التي تقول بها الأمر: لماذا لا يستمع إليك طفلك

كيف تجعل طفلك يستمع لك من أول مرة؟

هل تجد نفسك تصرخ على طفلك مرارًا وتكرارًا دون جدوى؟ ​هل تشعر أن كلماتك تدخل من أذن⁢ وتخرج من الأخرى؟ لا تقلق، فأنت لست وحدك! فالكثير ⁢من الآباء⁢ يواجهون صعوبة في جعل أطفالهم يستمعون إليهم. ولكن، هل ⁣فكرت يومًا أن المشكلة قد تكمن في **طريقة** قولك للأمور؟

غالبًا ما نركز على السلوك السيء ونطلب من أطفالنا التوقف عنه ⁤بعبارات عامة مثل “لا تفعل ذلك”⁤ أو “كفى”. لكن الحقيقة ‍هي أن هذه الطريقة غير فعالة. فالأطفال، خاصة ⁣الصغار منهم، لا يفهمون دائمًا ما نريده منهم ​بهذه العبارات. ‍

ولجعل طفلك ​يستمع إليك ‌حقًا، عليك التأكد من أن تعليماتك **واضحة، وبسيطة، وسهلة الفهم**.

أم تحتضن ⁢طفلها
طفل يلعب بالطين

بدلاً من “لا”، جرب ⁤هذا

لنأخذ مثالًا من كتاب ⁤الأطفال الشهير “لا، ديفيد!”. في هذا الكتاب، يقوم ⁣الطفل ديفيد بالعديد من الأشياء التي ‌تغضب والدته، والتي تكتفي بقول “لا، ديفيد!”. لكن ماذا لو غيرنا ⁢طريقة كلامها قليلاً؟

طفل يحاول الوصول إلى ​البسكويت

عندما يحاول ديفيد الوصول إلى البسكويت وهو واقف على الكرسي، بدلاً من قول “لا، ديفيد، انزل!”، يمكنها قول: ” ديفيد، من فضلك اجلس⁢ على الكرسي أو ضع قدميك على الأرض”. هذه العبارة واضحة وتخبره بالتحديد ما يجب عليه فعله.

⁣ وعندما يدخل ديفيد إلى المنزل بحذائه المتسخ، بدلاً من قول​ “لا، ديفيد، أنت توسخ ‍ المكان!”، يمكنها ⁣قول: ” ديفيد، من فضلك توقف عند الباب ⁣حتى أساعدك على خلع حذائك”.⁣

ماذا عن المواقف الخطيرة؟

بالطبع،⁤ هناك مواقف تتطلب استخدام كلمة “لا”⁤ بشكل حازم، خاصة عندما يتعلق الأمر بسلامة الطفل. ​ فإذا كان طفلك على وشك القيام بشيء خطير، فمن الطبيعي أن تصرخ “لا!” لمنع وقوع الأذى.

‍ لكن حتى ⁣في هذه المواقف، حاول أن تتبعها بتعليمات واضحة. فمثلاً، إذا⁣ كان طفلك يركض ‍ نحو الشارع، فبإمكانك قول “لا!”⁣ ثم “توقف مكانك وانتظرني!”.

طفل يركض في الخارج

تذكر أن الإفراط في استخدام كلمة “لا” يقلل من فعاليتها ويجعل الأطفال يتجاهلونها. ⁣ لذا، احتفظ بهذه الكلمة للمواقف التي تستدعي ذلك حقًا.

طفل يحتضن أمه

نصائح إضافية

  • تحدث بصوت هادئ ولطيف: فالصراخ يجعل الأطفال ينغلقون ولا يستمعون.
  • انزل إلى⁣ مستوى طفلك عند التحدث معه: فهذا يساعده ‌ على الشعور ⁢بالأهمية ويزيد من تركيزه.
  • استخدم لغة جسم​ إيجابية: كالابتسام والتواصل العيوني.
  • كافئ طفلك عندما يستمع إليك: فهذا يشجعه على تكرار ⁣السلوك الحسن. ⁤

تذكر أن التعامل مع الأطفال يتطلب الصبر والتفهم. ‍ فبتغيير ‌ طريقة كلامك قليلاً، يمكنك جعل طفلك يستمع إليك ⁢ ويستجيب لطلباتك بشكل أفضل.

كيف تجعل طفلك يستمع إليك حقًا؟

طفل لا يستمع لوالديه

هل ‍سئمت من تكرار كلامك على مسامع طفلك دون جدوى؟

نعرف جميعًا ذلك ‌الشعور المُحبط عندما نطلب من أطفالنا القيام ⁢بشيء ما، فيتردد صدى‍ كلماتنا في آذان صماء.

فلنأخذ مثالًا على ذلك: ديفيد الصغير، الذي يستمتع بقرع الأواني والمقالي، غير مُدركٍ تمامًا لصوت احتجاجك. ⁣بدلاً من قول ‌”ديفيد، أذنيّ تؤلمني!”، جرب توجيهًا أكثر وضوحًا مثل: “ديفيد، هل يمكنك أن تأخذ الأواني إلى غرفتك لتستمتع باللعب هناك؟” أو ‌”هيا نبحث عن شيء آخر أكثر هدوءًا للعب به”.

طفل يلعب بالطعام
طفل ينظف أنفه

⁤ ​ ‍ ### فن اختيار‍ الكلمات

​الأطفال، خاصة الصغار منهم، لا يفهمون دائمًا ما​ نعنيه بكلمات مثل “توقف” أو “اصمت”. فهي كلمات غامضة بالنسبة لعقولهم النامية.

تخيل معي ديفيد مرة أخرى، هذه⁣ المرة على طاولة العشاء. ‌بدلاً من قول “لا‍ تلعب بطعامك”، جرب عبارة مثل: “حان وقت تناول الطعام يا ديفيد، ضع الطعام في فمك”.

⁤ ‌ وعندما‌ يحين وقت النوم ويبدأ ⁢ديفيد بالقفز على السرير، بدلاً⁣ من قول “استقر!”، وجهه بلطف: “هيا نجلس على السرير بهدوء لنستعد للنوم”.

### تجاهل بعض السلوكيات

في بعض الأحيان، يكون التجاهل⁤ الانتقائي هو الحل⁤ الأمثل. فإذا كان ديفيد ينظف أنفه بطريقة تزعجك، يمكنك اختيار تجاهل هذا السلوك مؤقتًا.

​‌ ⁢ أما إذا كان السلوك غير مقبول، فوجهه​ بلطف: “ديفيد، من فضلك أخرج إصبعك من أنفك”.

### مهمة ⁣التنظيف

​ ⁢ لنفترض أن غرفة ديفيد فوضوية،‍ والتلفاز مُشتعل، وأنتِ تطلبين منه تنظيف ألعابه. سيشعر ديفيد بالارتباك ولن يعرف من‌ أين يبدأ.

⁤ ⁣ لذا، إليكِ بعض النصائح لجعل مهمة التنظيف أسهل: ‌

* **الحد من عوامل التشتيت:** أولاً، أطفئي‌ التلفاز أو أي‌ جهاز إلكتروني آخر.
* **التوجيه⁣ خطوة بخطوة:** بدلاً ‌من قول “نظف⁤ غرفتك”، قولي: “ضع المكعبات في الصندوق”، ثم “ضع الكتاب على الرف”، وهكذا.⁢
* **التشجيع والمرح:** حولي مهمة التنظيف إلى لعبة ممتعة. شجعيه بكلمات⁢ مثل “عمل رائع!” أو “أنت سريع كالفهد!”.

تذكر أن استخدام لغة واضحة وإيجابية، وتقسيم المهام الكبيرة إلى خطوات صغيرة، ‌يُمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في كيفية استجابة طفلك ‌لطلباتك.

## كيف تتحدث لطفلك ليستمع إليك (دون أن يشعرك ⁣بالسوء)

هل​ تتساءل لماذا لا يستمع إليك طفلك؟ قد تكون الطريقة التي ⁢توجهه بها هي⁢ السبب!

تخيل معي هذا المشهد: طفلك‍ الصغير على وشك اللعب ​بالكرة داخل المنزل، وهو ما قد يتسبب بكارثة محققة! بدلاً من الصراخ بوجهه “لا تفعل ذلك!”، حاول أن توجهه بلطف: ‍”يا حبيبي، اللعب بالكرة يكون في الحديقة. هيا نخرج ونلعب معًا”.

قد ⁣يبدو الأمر⁤ بسيطًا، لكن⁢ اختيار كلماتنا بعناية عند توجيه أطفالنا له تأثير كبير على ‍نفسيتهم.

عندما نكرر عبارات مثل “لا تفعل” أو “توقف” بشكل مستمر، فإننا نرسل رسالة سلبية للطفل ‌بأنه يفعل ⁤كل شيء بشكل خاطئ. تخيل لو أن مديرك‌ في العمل أمضى يومه ينتقد كل خطوة تقوم بها، ‌كيف ستشعر؟ محبطًا، أليس كذلك؟

بدلاً من ذلك، دعونا نركز على توجيه أطفالنا بلطف واحترام، مع الحرص على توضيح ما نريده‍ منهم بطريقة إيجابية. على سبيل المثال، بدلاً من قول “لا ‍تلعب بالطعام”، يمكننا قول “الطعام للأكل فقط، هيا نبحث عن لعبة نلعب⁤ بها”.

تذكر، الهدف هو تربية طفل ⁢واثق بنفسه، قادر ⁤على التمييز بين الخطأ والصواب، وليس طفل خائف من ارتكاب الأخطاء.

للمزيد من النصائح حول كيفية تحسين مهارات التواصل مع طفلك، وتعزيز سلوكه الإيجابي، يمكنك زيارة موقعنا الإلكتروني وقراءة المزيد من المقالات المفيدة.

مع أطيب التمنيات،
فريق خبراء التربية


هل أعجبتك⁣ هذه النصائح؟ شاركها مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock