## هل حان وقت التقاعد؟ نظرة على التقدم في العمر في العمل والحياة
شهد جيلنا تحولًا في مفهوم سن التقاعد. فبينما كان آبائنا يودعون حياتهم المهنية عند بلوغهم الخامسة والستين أو السبعين، أصبحت هذه السن في عالمنا المعاصر أقل ثباتًا. فقد تلاشت حدود سن التقاعد الإلزامي في العديد من الشركات الأمريكية، واستمرت كاستثناء في بعض المجالات الحساسة كقطاع السلامة العامة ومجالس إدارة الشركات الكبرى.
ولعل استقالة نائب الرئيس الأمريكي السابق آل جور من مجلس إدارة شركة أبل في سن الخامسة والسبعين بسبب قيود العمر المفروضة على أعضاء المجلس خير دليل على ذلك. فقد أصبح من الشائع اعتماد سياسات العمر في تكوين هذه المجالس بهدف ضخ دماء جديدة من المواهب وتنوع الخبرات ووجهات النظر، وخاصة في مجالات التكنولوجيا الحديثة.
ومع ذلك، فإن بعض الشركات تتغاضى عن سن التقاعد الإلزامي المُعلن للحفاظ على موظف معين في منصبه، خاصة في أوقات الأزمات أو عند عدم وجود بديل مؤهل.
التقدم في العمر: رحلة شخصية فريدة
يُصنف علماء النفس ميلنا لرؤية الأمور من منظورنا الشخصي كواحد من التشوهات الإدراكية التي تؤثر على تفكيرنا. فنحن نميل إلى المبالغة أو التقليل من شأن الأمور، ونتسرع في التعميم والتهويل، وهي أخطاء يقع فيها جميع البشر. ولكن مع التدريب والتوعية، يمكننا التعرف على هذه التشوهات وتصحيحها.
و من المثير للاهتمام أن قرارات التقاعد تُعد من القرارات الشخصية الحساسة التي تتأثر بمجموعة من العوامل النفسية والاجتماعية. فالتفكير في مستقبل الحياة بعد سنوات العمل الطويلة وكيفية قضاء الوقت له تأثير كبير على حياة المتقاعدين. فكثير منهم يُصابون بحالة من الاكتئاب والحزن بعد فترة وجيزة من التقاعد، وقد يُصبحون منعزلين عن المجتمع وحتى عن أحبائهم.
يُشير الدكتور روبرت ديلامونتاني، مؤلف كتاب “العقل المتقاعد: كيفية إجراء التحول النفسي إلى التقاعد”، إلى أن “معظم الناجحين يواجهون صعوبات عاطفية أثناء التقاعد لأنهم يفتقدون نشاط حياتهم المهنية ولا يستطيعون العيش بدونها. فقد ارتبطت هويتهم وشعورهم بالقيمة بإنجازاتهم العملية وخبراتهم المهنية”.
وفي كتابهم “هل أنت على وشك التقاعد؟ إن فصلك الجديد يتعلق بأكثر من مجرد المال”، يُشدد تيد كوفمان وبروس هيلاند على أهمية الاستعداد النفسي والاجتماعي للتقاعد، محذرين من خطورة التركيز على الجوانب المالية فقط وتجاهل التحديات الأخرى. فكثير من الأشخاص يلجؤون إلى آلية “الإنكار” كوسيلة دفاعية لا واعية لتجنب التفكير في التغيرات المرتبطة بالتقاعد.
التقدم في العمر: نظرة من زاوية مختلفة
عندما تُصبح التغيرات التي نمر بها صعبة